استأنفت قناة "إيران إنترناشيونال" بثها المباشر من استوديوهاتها الجديدة في لندن، بعد توقف دام نحو 217 يوما (أكثر من 7 أشهر)، على خلفية تهديدات إرهابية اضطرتها إلى نقل البث من مكتب القناة في واشنطن.
وقال مدير قناة "إيران إنترناشيونال"، محمود عنايت، في بيان بمناسبة استئناف أنشطة القناة من مبناها الجديد في لندن: "بريطانيا هي موطن لحرية التعبير. واستئناف البث من هذا البلد هو شهادة على أننا لن نتجاهل الأخبار المستقلة وغير الخاضعة للرقابة".
يشار إلى أن قناة "إيران إنترناشيونال" اضطرت يوم 18 فبراير (شباط) الماضي إلى نقل بثها التلفزيوني مؤقتا من مكتبها في لندن إلى واشنطن بشكل كامل بعد تهديدات إرهابية.
وجاء قرار إغلاق مكتب لندن بعد أن قالت الشرطة البريطانية، في بيان لها، إن "مواطنا نمساويا يدعى محمد حسين دوتايف، اعتقلته شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية بتهمة محاولة ارتكاب جرائم إرهابية ضد مقر قناة إيران إنترناشيونال".
وفي بيانه بمناسبة استئناف أنشطة القناة، شكر عنايت الصحافيين والموظفين على "البقاء ملتزمين وثابتين في هذه الفترة الصعبة". كما أثنى على شرطة العاصمة لندن والحكومة البريطانية لدعمهما المستمر في حماية كوادر القناة وتمكينهم من العودة بأمان إلى مكتب لندن.
وكانت الأجهزة الأمنية للنظام الإيراني قد صعدت من تهديداتها ضد قناة "إيران إنترناشيونال"، خاصة بعد بدء الاحتجاجات الإيرانية العام الماضي، بسبب متابعة الاحتجاجات الشعبية في البرامج الإخبارية للقناة.
وقد استمرت هذه التهديدات في الأشهر الأخيرة، وفي أحدث مثال لها، كرر وزير الإعلام الإيراني إسماعيل خطيب هذه التهديدات.
وقال خطيب في مقابلة تلفزيونية مؤخرا إن "بلاده ستتخذ إجراءات ضد القناة في المكان والزمان المناسبين". مضيفًا: "لن نتوقف عن الإجراءات الأمنية. ولن يدفعنا دعم بعض الدول إلى التخلي عن هذه الإجراءات".
وأشار خطيب إلى الدعم العالمي الذي حدث بعد الكشف عن التهديدات الأمنية ضد قناة "إيران إنترناشيونال"، حيث تم تشكيل موجة من الدعم للقناة من قبل الحكومات والمؤسسات الإعلامية.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية، والاتحاد الدولي للصحافيين، واتحاد الإعلام والترفيه والفنون الأسترالي، من بين المؤسسات التي أدانت التهديدات وشددت على ضرورة حماية أمن الصحافيين وحرية الصحافة بعد الإغلاق القسري لمكتب لندن. كما دعم المسؤولون البريطانيون القناة بشكل واسع النطاق بعد ظهور تهديدات أمنية.
وأدان نائب وزيرة الداخلية البريطانية، توم توجنهات، بشدة تهديدات النظام الإيراني للقناة بعد إغلاق مكتب لندن، قائلا: "إن "البلاد ستواصل دعم القناة والسماح لها بالعمل في مكان آمن".
وفي وقت سابق، ذكرت قناة "إيران إنترناشيونال" تهديدات موثوقة ضد صحافييها من قبل الحرس الثوري الإيراني، واستدعى وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، القائم بالأعمال في السفارة الإيرانية لدى بريطانيا، مهدي حسيني متين.
وأكد كليفرلي بعد استدعاء حسيني متين، على أن "بريطانيا لن تتسامح مع تهديد وترهيب الصحافيين أو أي شخص يعيش في بريطانيا".
وقد دفع تصاعد التهديدات من الحرس الثوري الإيراني بريطانيا إلى اعتبار الحرس أكبر تهديد لأمنها القومي؛ حيث ذكرت صحيفة "صنداي تايمز" اللندنية، في وقت سابق، أن وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان تعتقد أن الحرس الثوري الإيراني هو أكبر تهديد للأمن القومي البريطاني، بعد أدلة جديدة على نفوذه في البلاد.
وكتبت الصحيفة أن هناك مطالبات بتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، لكن هذه المطالبات واجهت حتى الآن مقاومة من وزارة الخارجية البريطانية لأن حكومة لندن قلقة من هذه الخطوة، لاحتمالية التسبب في ضرر دائم في العلاقات الدبلوماسية بين طهران ولندن.