تنوعت الملفات والقضايا التي ناقشتها الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد مطلع أكتوبر (تشرين الأول) بين موضوعات اقتصادية واجتماعية وأخرى متعلقة بالسياسة والقرارات التي تقدم عليها الحكومة.
ومن بين الملفات العديدة التي اهتمت بها صحف اليوم: قضية الحجاب الإجباري، والمفاوضات مع الغرب، والصراعات الإقليمية التي تعني إيران، مثل: صراع أرمينيا وأذربيجان، وما يترتب على ذلك من مخاطر على إيران ومستقبلها السياسي.
وعلى الصعيد الاقتصادي، كتبت صحيفة "إسكانس" تقريرا حول رفع المخابز لأسعار الخبز والالتفاف على القوانين المدونة. وكتبت أن الغلاء في أسعار الخبز ليس له نهاية، وأشارت إلى حيلة أخرى يلجأ إليها أصحاب المخابز حيث يبيعون خبزهم على المطاعم ومحلات بيع الأغذية، وفي المقابل يمتنعون عن بيع الخبز إلى المواطنين العاديين تهربا من الأسعار القانونية والمعروفة للمواطنين.
وفي ملف آخر، سلطت صحف أخرى الضوء على موضوع الحجاب الإجباري، وانتقدت مستشارة الرئيس الإيراني السابق، معصومة ابتكار في مقالها بصحيفة "اعتماد" انشغال البرلمان والحكومة بقضية الحجاب وإهمال القضايا المصيرية مثل البطالة والفقر وتردي الأوضاع المعيشية التي تعاني منها البلاد.
صحيفة "مردم سالاري" أشارت إلى تقرير لمركز البحوث التابع للبرلمان والذي أكد أنه وبمراجعة سجلات السنوات العشر الماضية فيما يتعلق بقضايا الحجاب وسياسات السلطة تجاه هذا الموضوع يظهر أن تشدد السلطات في هذا الموضوع سيؤدي في نهاية المطاف إلى "مواجهة حادة" بين السلطة والشعب.
وفي ملف الصراع والتوتر بين أذربيجان وأرمينيا حول فتح ممر بري بين إقليم نخجوان التابع لأذربيجان والأراضي الأذربيجانية، قالت صحيفة "شرق" إن احتمالية اندلاع المواجهات العسكرية لا تزال قائمة، لاسيما وأن موقف إيران لا يزال ثابتا تجاه رفض أي شكل من أشكال تغيير حدودها البرية مع أرمينيا.
الصحيفة كذلك لفتت إلى تصريح الرئيس التركي الذي دعم فتح هذا الممر من داخل الأراضي الأرمينية وقوله إن تركيا وأذربيجان ستعملان على فتح الممر من داخل الأراضي الإيرانية في حال رفضت أرمينيا عبور الممر من داخل أراضيها وأكدت أن هذه التصريحات من جانب الرئيس التركي هي مجرد "تكتيك" لأن الرئيس التركي يعتزم فتح هذا الممر من داخل أراضي أرمينيا وليس غيرها لاحتكار الفوائد الاقتصادية وعدم إسهام إيران في هذا المشروع.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"اعتماد": البلاد غارقة في المشاكل الاقتصادية والفقر والبطالة.. والبرلمان منشغل بـ"الحجاب الإجباري"
كتبت مستشارة الرئيس الإيراني السابق لشؤون المرأة والأسرة معصومة ابتكار في صحيفة اعتماد" عن مستقبل الانتخابات في إيران في ظل هيمنة التيار الأصولي ومحاولته إقصاء الأطراف الأخرى وعلى رأسها الإصلاحيون. وقالت إن تيار اليمين (الأصولي) في إيران يدرك أنه قد فقد شعبيته في الشارع الإيراني لاسيما بين الشباب، لهذا لا يجدون أمامهم سوى إقصاء الآخرين وحرمانهم من المشاركة في الانتخابات القادمة.
وأوضحت ابتكار أن ذريعة رفض تزكية المرشحين للانتخابات ستكون عنوانا فضفاضا هو "التغريب"، إذ يتهمون خصومهم السياسيين من الإصلاحيين بالعمالة للغرب، وتساءلت بالقول: "إذا كنتم عازمين على الحفاظ على كراسيكم بأي ثمن كان فلماذا تصرون على إجراء هذه الانتخابات؟".
كما انتقدت الكاتبة تجاهل البرلمان القضايا المحورية وانشغاله بأمور هامشية، وكتبت أن البلاد تواجه مشاكل اقتصادية ومعيشية وبطالة وفقرا بشكل ملحوظ، لكن ما يقض مضاجع نواب البرلمان هو موضوع الحجاب حصرا!.
"آرمان ملي": على النظام استغلال المبادرة اليابانية والدخول في مفاوضات مباشرة مع واشنطن
دعا الكاتب والمحلل السياسي حسن بهشتي السلطات الإيرانية إلى استغلال المبادرة اليابانية لبدء المفاوضات بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، وقال إن أي توافق بين طهران وواشنطن يعد خطوة إلى الأمام، منتقدا احتفال أنصار الحكومة بزيارة رئيسي إلى نيويورك وكلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال إن مجرد الزيارة والرحلات الخارجية لا تعد إنجازا ومكسبا يدعو إلى الاحتفال.
ودعا الكاتب في مقابلة مع صحيفة "آرمان ملي" النظام إلى قبول فكرة المفاوضات المباشرة والتخلي عن الوساطات، مؤكدا أن أي وساطة لا بد وأن تطيل أمد المفاوضات وتعقدها أكثر.
بهشتي دعا كذلك صناع القرار في إيران إلى ترك فكرة ضمان نجاح المفاوضات قبل الدخول فيها، وقال أي مفاوض لا يستطيع أن يضمن نجاح المفاوضات بشكل كامل وإنما نسبة النجاح تكون النصف وهي نسبة قمينة بأن يستغلها السياسيون ويحاولوا تحقيق الأهداف من ورائها، مؤكدا أن أهم شيء بالنسبة لإيران هو إنهاء العقوبات والحظر الاقتصادي لأن بقاء هذه العقوبات يعني تخلف إيران أكثر عن دول الجوار.
"جمهوري إسلامي": الأفغان في إيران يهددون بفتح أصفهان خلال يومين فقط
هاجمت صحيفة "جمهوري إسلامي"، المتشددة الأفغان وحركة طالبان، وزعمت أن إيران وبالرغم من إنفاقها 30 ألف مليار تومان سنويا على الأفغان الموجودين في إيران لتوفير الخبز والغاز والكهرباء لهم إلا أنهم يهددون فتح أصفهان خلال يومين فقط، ويطالبون بوجود ممثلين لهم في البرلمان الإيراني.
الصحيفة دعت النظام إلى إعادة النظر في التعامل مع الأفغان في إيران، وكتبت: "نعتقد أن هناك ضرورة لإعادة النظر في سياسات النظام طوال العقود الأربعة تجاه الأفغان في إيران لكن يبدو أنه ليست هناك آذان صاغية".
الصحيفة عرجت إلى مناسبة تاريخية قديمة، وزعمت أن بعض الأفغان في إيران يحتفلون بيوم فتح أصفهان عندما كانت عاصمة لإيران في العهد الصفوي على يد القائد العسكري الأفغاني نادرشاه.
وأضاف كاتب الصحيفة: "قلقي هو أن يكون هؤلاء الأفغان في الداخل المحتفلون بفتح أصفهان على صلة بقيادات السلطة الحاكمة في افغانستان (طالبان) وينتظرون الفرصة المناسبة، لا سيما وأنهم على علم بوجود الشرخ بين الشعب الإيراني والسلطة الحاكمة في طهران".