تتواصل ردود الفعل على تقرير "إيران إنترناشيونال" حول أبعاد حرب طهران الناعمة، واختراقها لمراكز السياسة في واشنطن. حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ميتو ميلر، إنه لا يوجد سبب للاعتقاد بأن النظام الإيراني قد اخترق الحكومة الأميركية.
وفي الوقت نفسه، أكد ميلر أن قضية "شبكة النفوذ الإيرانية" في واشنطن مرتبطة بالممثل الخاص السابق للولايات المتحدة لشؤون إيران، روبرت مالي، وأن التحقيق بشأن مالي لا يزال مستمرا.
وقد تم تعليق مالي عن منصبه، ويقوم مكتب التحقيقات الفيدرالي بالتحقيق في طريقة تعامله مع الوثائق السرية.
كانت "إيران إنترناشيونال" قد أفادت في 26 سبتمبر (أيلول)، استنادا إلى الآلاف من رسائل البريد الإلكتروني المسربة، أن 3 خبراء إيرانيين، عملوا بشكل وثيق مع روبرت مالي، كانوا أعضاء في شبكة نفوذ أنشأتها وأدارتها طهران بشكل مباشر.
وبحسب هذا التقرير، أجرت آرين طباطبائي، وعلي واعظ، ودينا اسفندياري اتصالات "وثيقة" و"غير تقليدية" مع كبار الدبلوماسيين في إيران.
وجاءت تصريحات ميلر في وقت أثار فيه تقرير "إيران إنترناشيونال" غضب نواب بالكونغرس الأميركي.
وتشير التقارير إلى أن لجنة دراسة الجمهوريين في الكونغرس الأميركي بدأت تحقيقاتها في تسلل أجهزة تجسس تابعة لطهران إلى إدارة جو بايدن.
وأعلنت صحيفة "واشنطن فري بيكون"، في 30 سبتمبر (أيلول)، عن بدء تحقيق لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ في توظيف آرين طباطبائي في منصب رئيسي في البنتاغون، وقالت إن 31 عضوا جمهوريا في مجلس الشيوخ طلبوا من وزير الدفاع إلغاء الوصول الأمني لطباطبائي، ردا على مقال لـ"إيران إنترناشيونال" حول شبكة النفوذ الإيرانية في الولايات المتحدة .
وسبق أن وصف رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي، ورئيس اللجنة الفرعية للاستخبارات العسكرية بهذا المجلس، في رسالة إلى وزير الدفاع الأميركي، وجود طباطبائي كرئيسة لمكتب مساعد وزير الدفاع الأميركي بأنه "مقلق للغاية بسبب علاقتها الوثيقة مع النظام الإيراني".
وفي 29 سبتمبر (أيلول)، ناقشت صحيفة "دي فيلت" الألمانية مقال "إيران إنترناشيونال" حول شبكة نفوذ طهران في الحكومة ومراكز صنع القرار الأميركية، وكتبت أن خيوط شبكات طهران تصل أيضا إلى برلين.
لكن وزارة الخارجية الإيرانية عزت، في 2 أكتوبر (تشرين الأول)، تقرير "إيران إنترناشيونال" إلى المنافسات الداخلية للأحزاب الأميركية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني: "لا نريد التعليق على القضايا التي تطرح وتتشكل في الإطار الداخلي وتنافس الأحزاب في الولايات المتحدة، ويستخدمون أوراق اللعب مع إيران، ونترك هذا الأمر للأطراف الداخلية في الولايات المتحدة".
كما اعتبر موقع "نور نيوز"، المقرب من مجلس الأمن القومي الإيراني، أن الغرض من نشر تقرير "إيران إنترناشيونال" هو التأثير على الاتفاقيات المحتملة بين إيران والولايات المتحدة، وكتب أن هذا التقرير أصبح الآن "عصا في يد خصوم الديمقراطيين" والتي يمكن استخدامها "لتدمير" السياسة الخارجية لإدارة بايدن.
كما وصف "نور نيوز" نشر تقرير "إيران إنترناشيونال" بأنه "سيناريو مستهدف"، وادعى أن الغرض منه هو منع "أي نوع من الانفتاح" في العلاقات بين طهران وواشنطن.
لكن "إيران إنترناشيونال" أعلنت أنها بدأت منذ أشهر التحقيق حول التقرير الخاص بشبكة نفوذ إيران في المؤسسات الحكومية الأميركية، ولا علاقة لنشره بالتطورات السياسية الأخيرة بين إيران والولايات المتحدة.