بدأت بريطانيا عملية تجميد أصول شركة الخطوط الجوية الإيرانية (إيران إير) بعد أن أدرجتها، ضمن قائمتها للعقوبات. وذلك بعد أن فرضت أوروبا والولايات المتحدة عقوباتها أيضًا على الشركة نفسها، منذ نحو شهرين.
وكان الاتحاد الأوروبي قد فرض عقوبات مشابهة على الشركة في 15 أكتوبر (تشرين الأول)، وقبل ذلك بشهرين كانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوباتها أيضًا على الشركة نفسها.
وبعد عقوبات الاتحاد الأوروبي، أعلن مقصود أسعدي ساماني، الأمين العام لاتحاد شركات الطيران الإيرانية، عن توقف الرحلات الجوية الإيرانية إلى أوروبا، مؤكدًا أن "إيران إير" كانت الشركة الإيرانية الوحيدة التي تسيّر رحلات إلى القارة، مضيفًا: "لن يكون هناك أي طيران إيراني إلى أوروبا بعد الآن".
تاريخ الشركة وأصولها في أوروبا
وتُعرف "إيران إير" رسميًا باسم شركة الخطوط الجوية الإيرانية، وهي في الأصل شركة الطيران الوطنية الإيرانية (هُما). وبعد الثورة الإيرانية، تمت مصادرة الشركة لصالح النظام، وتحويل اسمها إلى "الخطوط الجوية الإيرانية"، مع استمرار استخدام الاسم التجاري "إيران إير".
يشار إلى أن الشركة تمتلك مكاتب في أبرز المدن الأوروبية، منها مكتب في حي "هامر سميث" غرب لندن، وآخر في منطقة الشانزليزيه الفاخرة في باريس، بالإضافة إلى ثلاثة مكاتب في ألمانيا (فرانكفورت، هامبورغ، وكولن). كما أن لديها مكاتب في روما وميلانو بإيطاليا، فضلاً عن مكاتب في فيينا (النمسا) وأمستردام (هولندا).
إحصاءات الرحلات
وبحسب آخر تقرير سنوي صدر في 2022، شغّلت "إيران إير" 167 رحلة بين طهران ولندن، نقلت خلالها 47,616 مسافرًا، بالإضافة إلى آلاف الكيلوغرامات من البضائع. وفي نفس العام، سُيّرت 96 رحلة من طهران إلى باريس و93 رحلة عكسية، بنقل أكثر من 30 ألف مسافر.
كما توزعت رحلاتها إلى ألمانيا بين مدن كولن وهامبورغ ودوسلدورف، حيث بلغ إجمالي المسافرين نحو 50 ألفا، مع نقل بضائع بأوزان كبيرة. وشملت وجهاتها أيضا روما، وميلانو، وريمني في إيطاليا، مع تسجيل أكثر من 35 ألف مسافر، فيما شُغّلت 102 رحلة بين طهران والعاصمة النمساوية، بنقل نحو 14 ألف مسافر.
ورغم أن صربيا ليست عضوًا في الاتحاد الأوروبي، فقد تم تسيير عدد محدود من الرحلات إلى بلغراد.
التحديات المالية وتحويل الأموال
وبسبب العقوبات، كان المسافرون في أوروبا يعتمدون على وسطاء لدفع قيمة تذاكرهم. وأشار تقرير المدقق المالي لعام 2022 إلى أن شركات مثل "أوركس" و"يوروبا ترافل" في لندن، و"إير غلوبال" في فرنسا وألمانيا والسويد، بالإضافة إلى شركات أخرى في ميلانو وفرانكفورت، كانت تدير العمليات المالية، ونقل الأموال لشركة "إيران إير".
كما أظهر التقرير وجود أموال مجمدة بقيمة مليوني دولار كندي و179 ألف جنيه إسترليني في لندن، وأخرى بقيمة 86 مليار تومان لم يتم حسم مصيرها، مع الاشتباه في ارتباطها بتحويلات مالية بين الفروع عبر أفراد وشركات وسفارات.
أبعاد اقتصادية وسياسية
وعلى الرغم من توقف الرحلات الأوروبية، يبدو أن التأثير المالي على "إيران إير" محدود، حيث لم تحقق الشركة أرباحًا كبيرة في السنوات الأخيرة. وقد بلغت الأرباح الإجمالية للشركة في العام المالي الإيراني المنتهي في مارس (آذار) 2024 حوالي 1.8 ألف مليار تومان فقط.
وفي 2023، نقلت الشركة 467,773 مسافرًا خارجيًا، معظمهم في رحلات دينية أو إلى دول مجاورة مثل تركيا والإمارات. و بالمقارنة، فإن شركات مثل "الخطوط الجوية التركية" تنقل عشرات الملايين من المسافرين سنويًا.
وقد بلغ دخل "إيران إير" من الرحلات الخارجية في 2023 حوالي 4.5 ألف مليار تومان، ودخلها من نقل البضائع 489 مليار تومان.
التأثير السياسي
في حين أن العقوبات الجديدة لن تؤثر ماديًا بشكل كبير على "إيران إير"، فإن رمزية الخطوة تعكس ضغوطًا سياسية متزايدة على النظام الإيراني، خصوصًا في ظل ارتباط الشركة بالدولة.