سافر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى بغداد اليوم الجمعة لإجراء محادثات مع نظيريه العراقي والسوري بشأن التقدم السريع للقوات المعارضة في سوريا. وعند وصوله قال عراقجي إن سوريا في وضع خاص وأنه ذهب إلى بغداد للتشاور في هذا الشأن.
ورغم أن الحكومة العراقية ليست جزءًا رسميًا من تحالف النظام الإيراني في طهران وإدارة بشار الأسد في دمشق، فإنها تتألف بشكل رئيس من شيعة على علاقة وثيقة بطهران.
واستولت القوات المعارضة للأسد، التي شنت هجومًا شرسًا، على مدينة حماة يوم الخميس، على مدينة حلب مما يمثل تقدمًا مهمًا نحو الجنوب من معقلها في إدلب، واقترابها من تهديد العاصمة السورية دمشق.
وقد وصل وزير الخارجية السوري بسام صباغ إلى العراق أمس الخميس قبل عراقجي. وتجد بغداد نفسها عالقة بين خيار التدخل في سوريا، أو على الأقل السماح للميليشيات المدعومة من إيران بالعبور بأعداد كبيرة إلى سوريا، أو مشاهدة سقوط الأسد، وهو علوي يُعتبر ضمن الطائفة الشيعية.
من جانبه، دعا مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري الحكومة العراقية والميليشيات الشيعية المقربة من طهران بعدم التدخل في الشأن السوري.
هذا ولم تُفصح وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية كثيرًا عن هدف الاجتماع الثلاثي، إلا أنها أشارت إلى مناقشة الأزمة السورية. ومع ذلك، فإن الأسد يواجه تهديدًا عسكريًا وليس دبلوماسيًا.
أما إيران، فتواجه تقريبًا فقدانًا تامًا لنفوذها في بلاد الشام، حيث استثمرت بشكل كبير عسكريًا وسياسيًا لإنشاء مجموعات مسلحة وقواعد كجزء من "الهلال الشيعي" الممتد إلى البحر الأبيض المتوسط. وكان الهدف المعلن لإيران هو محاربة إسرائيل، لكن الأحداث التي تلت هجوم حماس في 7 أكتوبر جاءت بنتائج عكسية عليها، مما أضعف قوتها الرئيسة، حزب الله اللبناني، وفتح الباب لهجوم المعارضة السورية.
ويوم أمس الخميس، وجّه محمد الجولاني، زعيم أكبر قوة معارضة سورية (هيئة تحرير الشام) رسالة علنية إلى الحكومة العراقية مطالبًا بعدم التدخل. وردًا على ذلك، اتهم المتحدث باسم كتائب حزب الله العراقي الجولاني بأنه أداة في يد إسرائيل، وفقًا لوكالة "تسنيم" الإيرانية المرتبطة بالحرس الثوري.
ومن المرجح أن يؤدي انتصار القوات المعارضة للأسد في سوريا إلى قطع الطريق البري الإيراني إلى حزب الله، الذي تعرض لخسائر كبيرة تحت الضربات الإسرائيلية، لا سيما منذ سبتمبر، حيث فقد قدرًا كبيرًا من الأسلحة التي وفرتها إيران على مدى ثلاثة عقود.