في وقتٍ يتواصل فيه صمت المسؤولين في إيران بشأن سقوط نظام بشار الأسد السريع ووضعه الغامض، أشار دونالد ترامب إلى ضعف طهران وموسكو، قائلاً إن بشار الأسد فرّ من بلاده بعد فقدان دعم روسيا.
وفي هذا السياق، أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد أنه نشر قواته في المنطقة الفاصلة تحت إشراف الأمم المتحدة مع سوريا، وفي بعض النقاط الدفاعية اللازمة بناءً على آخر الأحداث في هذا البلد العربي. وأكد الجيش الإسرائيلي أنه لن يتدخل في تطورات الأوضاع في سوريا.
وذكرت بعض وسائل الإعلام، بما في ذلك وكالة "رويترز"، أن سرعة الأحداث في الدول العربية صدمت الجميع، وزادت المخاوف من موجة جديدة من عدم الاستقرار في المنطقة.
وفي الوقت نفسه، قال أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة: "لا يجب السماح للفاعلين غير الحكوميين باستغلال الفراغات السياسية". وأكد قرقاش على ضرورة أن لا تكون المهام الدفاعية والعسكرية تحت سيطرة الميليشيات. كما أعرب عن أمله في كسر حلقة الفوضى والعنف في سوريا.
وفي أول رد فعل بعد سقوط الأسد قال دونالد ترامب، الرئيس المنتخب للولايات المتحدة، في تعليقه على تطورات الأوضاع في سوريا، إن "بشار الأسد فرّ من بلاده بعد فقدان دعم روسيا". وأكد ترامب أن "روسيا وإيران في وضع ضعيف؛ روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا والاقتصاد الضعيف، وإيران بسبب النجاحات العسكرية التي حققتها إسرائيل".
ولم يعلق المسؤولون في الحكومة الأميركية الحالية رسميًا على سقوط بشار الأسد، ومع ذلك، قال أحد المسؤولين الأميركيين لشبكة "سي إن إن" إن أحداث سوريا تشير إلى انهيار "مؤامرة إيران" في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
أما تركيا، التي كانت تدعم المعارضة السورية، فلم تُظهر أي رد فعل رسمي حتى الآن.
يأتي سقوط الأسد بعد تدهور شديد في قوة الوكلاء العسكريين لإيران، مثل حزب الله وحماس، في الصراع مع إسرائيل خلال الـ14 شهراً الماضية.
تغير لغة إيران
وقد ظل المسؤولون في إيران صامتين بشأن سقوط حكومة بشار الأسد. وفي الوقت نفسه، طالب النائبان في البرلمان الإيراني نادر قلي إبراهيم، نائب مدينة أراك، وحميد رسائي، نائب مدينة طهران، بعقد جلسة مغلقة لمناقشة الوضع في سوريا.
وقال رسائي: "البرلمان بحاجة إلى الحصول على معلومات محدثة ودقيقة وواضحة حول الأوضاع في المنطقة في ظل الوضع الحالي".
وقد أدى تناقض الأخبار وعدم وضوح كيفية دعم طهران لنظام الأسد في الصراعات الجارية في سوريا إلى انتقادات من مؤيدي الحكومة الإيرانية.
كما أثار تغيير لهجة الإعلام الرسمي الإيراني في تناول المعارضين للأسد جدلاً. حيث استخدمت وسائل الإعلام الحكومية خلال الأيام الماضية مصطلحات مثل "المجموعات المسلحة المعارضة" للأسد، وبعد تأكيد سقوط الحكومة، بدأوا في استخدام مصطلح "الميليشيات" بدلاً من "الإرهابيين" أو "التكفيريين" كما كانوا يصفونهم سابقاً.
وضع بشار الأسد الغامض
وفي هذا السياق، قال أحد المسؤولين الإسرائيليين لمراسل "أكسيوس" إن بشار الأسد غادر دمشق في حوالي منتصف الليل واتجه إلى القاعدة الروسية في سوريا استعدادًا للانتقال إلى موسكو، لكن لم يكن هناك أي دليل واضح على ما إذا كان قد غادر سوريا بالفعل أم لا.
ووفقًا لفيديو نشرته وسائل التواصل الاجتماعي، قام مسلحون باقتياد محمد الجلالي، رئيس وزراء حكومة الأسد، من منزله إلى فندق في دمشق لتسليم السلطة للمعارضين.