"فايننشال تايمز": تكلفة "تقاعس" الأسد على النظام الإيراني "باهظة" وطهران فقدت ثقتها فيه

Monday, 12/09/2024

نقلت صحيفة "فايننشال تايمز" عن مصدر داخل النظام الإيراني، أن طهران فقدت ثقتها في بشار الأسد منذ وقت طويل. وقال المصدر للصحيفة: "تكلفة تقاعس بشار الأسد كانت باهظة بالنسبة لنا، فقد تحالف مع أطراف في المنطقة وعدته بمستقبل لم يتحقق أبداً".

وبحسب التقرير، فإن طهران كانت قد "فقدت الأمل" في بشار الأسد منذ أكثر من عام، حيث كان البعض يرى أنه "عائق وعبء" على النظام الإيراني، بينما وصفه البعض الآخر بـ"الخائن".

ونقلت الصحيفة البريطانية عن المصدر نفسه، أن بشار الأسد في لقائه الأخير مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قد صرح له بأن انسحاب قواته من حلب كان "تراجعًا تكتيكيًا"، إلا أن وزير الخارجية الإيراني رد عليه قائلًا إن إيران لم تعد في وضع يمكنها من إرسال المزيد من القوات لدعمه.

في الوقت نفسه، قال عباس عراقجي في مقابلة مع التلفزيون الإيراني مساء الأحد 8 ديسمبر (كانون الأول)، إن بشار الأسد لم يطلب من طهران مساعدات عسكرية.

وفي الـ24 ساعة الماضية، وبعيدًا عن سقوط حكومة بشار الأسد، ظهرت انتقادات أكثر وضوحًا له في وسائل الإعلام الإيرانية. ففي أحد البرامج التي بثتها قناة "خبر"، التابعة للتلفزيون الإيراني مساء الأحد، انتقد الخبير أصغر زارعي بشدة بشار الأسد، مشيرًا إلى "المعاناة التي سببها" في العلاقة مع إيران.

وقال زارعي في حديثه مع التلفزيون الإيراني: "إعادة بناء موقع إيران سيكون أمرًا في غاية الصعوبة"، مضيفًا: "يجب أن نتأكد من أن هذا لن يحدث في العراق أو اليمن".

كما وصفت صحيفة "فايننشال تايمز" سقوط الأسد، الذي حكمت عائلته سوريا لأكثر من خمسين عامًا، بأنه "ضربة مدمرة" للسياسة الخارجية الإيرانية.

يشار إلى أن طهران لطالما اعتمدت استراتيجيتها على "محور المقاومة" ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، واستخدمت شبكة من القوات بالوكالة في مختلف أنحاء المنطقة.

وكانت سوريا تمثل حلقة مهمة في هذه السلسلة، حيث عملت كمعبر لتأمين التمويل والأسلحة لحزب الله في لبنان، والمليشيات الشيعية في العراق، والحوثيين في اليمن. الآن، مع سيطرة المعارضة على دمشق، تم قطع هذه الحلقة.

ومع ذلك، أكد مسؤول كبير في إسرائيل في حديث مع "فايننشال تايمز" أن تل أبيب لا تتوقع أن يختفي النفوذ الإيراني في "حديقتها الخلفية" بسهولة.

مزيد من الأخبار