أفادت تقارير حقوقية أن حياة وصحة المعتقلات الإيرانيات، ومنهن حوامل ونحو 20 طفلًا صغيرًا، بسجن النساء في قرتشك الإيراني، أصبحت مهددة بشكل خطير، وذلك مع انخفاض درجات الحرارة، وتعطل أجهزة التدفئة وغياب المياه الساخنة، وفقًا لتقارير صحافية في إيران.
وذكرت الصحافية وناشطة حقوق المرأة في إيران، جیلا بنی يعقوب، التي نشرت تقريرًا عن الوضع في هذا السجن، على منصة "إكس"، أن جميع المعتقلات تقريبًا في سجن قرتشك أصبن بالمرض والرشح بسبب البرد القارس.
ووفقًا للتقرير نفسه، فإن السجن يعاني من نقص حاد في الأدوية بالعيادة الطبية، حيث تم إعطاء كل معتقلة مريضة فقط كبسولتين من المضادات الحيوية للعلاج.
وأضافت بني يعقوب أنه، على الرغم من أن معظم المعتقلات في سجن قرتشك ارتكبن جرائم عادية، فإن هناك عددًا من الأطفال الذين يعيشون مع أمهاتهم في السجن.
وفي إشارة إلى أن هناك عددًا قليلًا من المعتقلات السياسيات بين أكثر من ألف معتقلة في سجن قرتشك، فقد وجهت بني يعقوب خطابها إلى مساعدة الرئيس لشؤون المرأة والأسرة، زهرا بهروزآذر، قائلة: "منذ عدة أيام، تم قطع المياه الصالحة للشرب في السجن. وكل قسم في السجن يضم أكثر من مائة معتقلة، يحتوي فقط على حنفية واحدة للمياه".
وأشارت بني يعقوب في تقرير آخر إلى استمرار تعطل نظام التدفئة في سجن قرتشك، موضحة أن المسؤولين في السجن لا يسمحون لعائلات المعتقلات بإرسال ملابس تدفئة لهن.
وفي سياق متصل، كتب حامد فرمند، الناشط في مجال حقوق الأطفال، في منشور على "إكس"، أن سجن قرتشك يقع في منطقة صحراوية، مشيرًا إلى أن "غياب وسائل التدفئة، وهو أمر ليس جديدًا، يعني برودة مضاعفة. وفي هذا السجن، يُحتجز الأطفال مع أمهاتهم والنساء الحوامل. ويُقدر عدد الأطفال بحوالي 20 طفلًا".
تقرير حقوقي: سجن قرتشك أحد أسوأ رموز انتهاك حقوق الإنسان
في تقرير سابق صادر عن منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، تم وصف سجن قرتشك، الذي كان في الماضي مزرعة دواجن، كأحد أسوأ الأمثلة على انتهاك حقوق الإنسان في إيران. حيث يتم احتجاز المعتقلات في أماكن ضيقة داخل هياكل كانت مخصصة لتربية الدواجن، ما يعكس الإهمال الكبير في توفير أدنى معايير حقوق الإنسان.
ووفقًا للتقرير، فإن سجن قرتشك لا يقتصر على مخالفة المعايير الدولية، بل يتجاهل أيضًا أبسط مبادئ الكرامة الإنسانية. حيث يتم احتجاز النساء في أماكن ضيقة، دون تهوية أو إضاءة كافية، في ظروف صحية متدهورة، مع نقص في الخدمات الطبية والصحية. كما تعاني المعتقلات من الطعام السيئ، والمياه غير الصالحة للشرب، والسلوكيات المهينة والتمييز الجنسي.
الحشرات والحيوانات الضارة والمياه غير الصالحة للشرب
كما أشار التقرير إلى أن السجينات في هذا السجن يعانين من انتشار الحشرات والحيوانات الضارة، مثل الصراصير والفئران والسحالي والعقارب السامة. وأوضح السجناء أن المياه الموجودة في السجن غير صالحة للشرب، وإذا لم يتم غليها وتنقيتها، فإنها تؤدي إلى أمراض معوية وكلوية. كما أن السجينات السياسيات اللواتي تم نقلهن إلى السجن لفترة، أكدن أن المياه غير صالحة حتى للاستحمام.
وبحسب التقرير، فإن سجن قرتشك لا يحتوي على نظام لتنقية المياه، والمعتقلات، اللاتي لا يملكن أموالًا، يُجبرن على شراء المياه المعدنية من متجر السجن بأسعار مرتفعة. كما أن المياه الصالحة للشرب تنقطع بشكل مستمر خلال فصل الصيف.
مرافق صحية غير كافية وخدمات طبية محدودة
بحسب التقرير فإنه على الرغم من ارتفاع عدد المرضى في السجن، فإن فرصة زيارة الطبيب محدودة جدًا، ولا يتم فحص سوى عدد قليل من السجينات. ورغم أن السلطات تتشدد في توفير الأدوية اللازمة للمعتقلات، فإن الأدوية المهدئة والمسكّنة تُوزع بشكل غير قانوني لتسكين المعتقلات.
وفيما يتعلق بالصحة الشخصية، أشار التقرير إلى أن منتجات صحية نسائية مثل الفوط الصحية تُباع في متجر السجن، حيث يجب على المعتقلات اللواتي لا يملكن أي دعم مالي شراء هذه المنتجات بأموالهن الخاصة.