الشرع يتهم الأسد بتحويل سوريا إلى منصة إيرانية.. ويؤكد: أعدنا مشروع طهران 40 عامًا للوراء

Friday, 12/20/2024

أكد قائد "هيئة تحرير الشام"، أحمد الشرع، المعروف باسم أبو محمد الجولاني، أن المعارضين السوريين أعادوا مشروع النظام الإيراني في المنطقة 40 عامًا إلى الوراء، بعد ما أسقطوا نظام بشار الأسد.

وقال الشرع، في مقابلة مع صحيفة "الشرق الأوسط"، نُشرت اليوم الجمعة 20 ديسمبر (كانون الأول): "إن سوريا في عهد الأسد تحولت إلى منصة لإيران للسيطرة على العواصم العربية الرئيسة، وتوسيع الحروب، وزعزعة استقرار الدول الخليجية عبر ترويج المخدرات، مثل الكبتاغون".

وأضاف الشرع: "خدمنا مصالح المنطقة، من خلال إزاحتنا للمقاتلين الإيرانيين وإغلاق طرق نفوذ طهران في سوريا، وما عجزت الدبلوماسية والضغط الخارجي عن تحقيقه، حققناه بأقل الخسائر".

الثورة في سوريا انتهت بسقوط الأسد

وأضاف قائد "جبهة تحرير الشام"، في مقابلته، أن الثورة في سوريا انتهت مع سقوط حكم الأسد، وأن الجهود الآن تتركز على "تشكيل حكومة" جديدة في البلاد.

وقال الشرع: "لن نسمح لهذه (الثورة) بالامتداد إلى مكان آخر. سوريا لن تكون منصة لتهديد أو زعزعة استقرار الدول العربية أو الدول الخليجية".

وأشار إلى أن "سوريا مُنهَكة من الحروب واستخدامها لأهداف الآخرين، نحن نريد استعادة الثقة وإعادة بناء بلدنا كجزء من العالم العربي".

والجدير بالذكر أن المعارضين المسلحين، قد تمكنوا في عملية مفاجئة استمرت 11 يومًا، بدأت من إدلب وحلب، من الوصول إلى العاصمة السورية دمشق، يوم 8 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، مما أنهى حكم أسرة الأسد، الذي استمر خمسين عامًا.

ويرى المراقبون أن التطورات الأخيرة في سوريا تعد ضربة لنفوذ النظام الإيراني في المنطقة، ويعتقدون أن سقوط نظام الأسد سيغيّر ميزان القوى في الشرق الأوسط.

وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد أعلن، يوم الخميس 19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، أن روسيا سحبت 4000 من القوات الإيرانية من سوريا إثر هذه التطورات.

ومن جانبه، وصف المرشد الإيراني، علي خامنئي، في وقت سابق من هذا الشهر، سقوط الأسد بأنه "نتيجة لخطة أميركية- إسرائيلية مشتركة"، مؤكدًا أن سوريا ستُستعاد من المعارضين.

والجدير بالذكر أن الحرب الأهلية السورية، التي بدأت عام 2011 مع مظاهرات سلمية ضد حكومة الأسد، قد أسفرت عن مقتل أكثر من 500 ألف شخص وتشريد 6 ملايين آخرين.

وقد أسهم دخول تنظيم داعش من جهة، والقوات الداعمة للأسد، مثل الحرس الثوري الإيراني وروسيا وحزب الله من جهة أخرى، في تدمير الاقتصاد السوري وتخريب بنيته التحتية.

الشرع: لا نسعى للهيمنة على لبنان

وفي المقابلة نفسها، أكد قائد "جبهة تحرير الشام" أن هناك الكثير من الأعمال التي يجب القيام بها في سوريا، وأن المعارضة لا تسعى "لأي نوع من الهيمنة على لبنان".

وأضاف: "نحن نرغب في إقامة علاقة قائمة على الاحترام المتبادل، دون التدخل في الشؤون الداخلية للبنان".

يشار إلى أنه خلال حكم الأسد، كان النظام الإيراني يستخدم الأراضي السورية لإرسال الأسلحة والمعدات العسكرية إلى حزب الله اللبناني.

واعترف نعيم قاسم، الأمين العام الجديد لحزب الله اللبناني، يوم 14 ديسمبر الجاري، عبر خطاب تلفزيوني، بأن الحزب فقد "مسار إمداداته العسكرية عبر سوريا"، بعد سقوط بشار الأسد.

كما حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من أن إسرائيل لن تسمح لسوريا بالتحول مجددًا إلى مكان لإمداد حزب الله بالأسلحة.

لن أفرض آرائي على الشعب السوري

وفي مقابلته مع صحيفة "الشرق الأوسط"، اعترف الشرع بوجود اختلافات في الرأي حول مستقبل سوريا والدستور القادم للبلاد، لكنه قال إنه لا ينوي فرض آرائه الشخصية على الشعب السوري. وأضاف أن "سوريا دولة متنوعة، ووجود اختلافات في الآراء أمر طبيعي". وقال: "إن الخبراء القانونيين يمكنهم تشكيل العلاقات بين المواطنين بناءً على القانون".

كما أكد الشرع، في المقابلة، ضرورة محاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ارتُكبت خلال حكم الأسد، مؤكدًا أن التركيز يجب أن يكون على تحقيق العدالة، وليس الانتقام. وتذكر الشرع: "لقد قاتلنا ضد مجموعة ارتكبت جرائم مثل الاعتقال، والإخفاء القسري، والقتل، والتشريد، والجوع، والهجمات الكيماوية، والتعذيب".

وأشار قائد "جبهة تحرير الشام" إلى أن هوية الجناة في حكومة الأسد معروفة وستتم ملاحقتهم قضائيًا. كما أعلن استحداث وزارة جديدة ستتولى مهمة مساعدة عائلات المفقودين في سوريا لمعرفة مصير أحبائهم.

تجدر الإشارة إلى أن مئات المواطنين السوريين خرجوا في مظاهرة وسط دمشق، صباح اليوم الجمعة 20 ديسمبر، مطالبين بإقامة الديمقراطية وضمان حقوق النساء في البلاد. ورفع المشاركون في المظاهرة شعارات مثل "نريد ديمقراطية، لا حكومة دينية"، و"سوريا
حرة ومدنية"، و"شعب سوريا واحد".

وكان الأسد خلال حكمه لسوريا متهمًا بانتهاك حقوق الإنسان، وقمع المتظاهرين، والتعذيب، والإخفاء القسري. وبعد سقوط نظامه، فُتح باب السجن العسكري سيئ السمعة في صيدنايا قرب دمشق، حيث هرع آلاف الأسر للبحث عن ذويهم.

كما يطالب الناجون من الهجوم الكيماوي على دوما في ضواحي دمشق، بعد ست سنوات من الصمت، بتحقيق العدالة.

مزيد من الأخبار