دعا علي عبدالعلي زاده، ممثل الرئيس الإيراني مسعود پزشكیان للاقتصاد البحري، إلى بدء مفاوضات مباشرة بين إيران والولايات المتحدة بقيادة الرئيس المنتخب دونالد ترامب. وأكد عبدالعلي زاده، أن إيران بحاجة إلى "سياسة خارجية جديدة".
وسبق أن أجرت إيران مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة، حتى إن كمال خرازي، أمين المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في إيران، أعلن مؤخرًا عن استعداد بلاده للتفاوض مع واشنطن. ومع ذلك، فإن تأكيد مسؤول تنفيذي رفيع المستوى في إيران على ضرورة إجراء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة يُعد أمرًا نادر الحدوث.
وفي وقت سابق، أعلن المرشد الإيراني علي خامنئي، مرارًا معارضته الصارمة للمفاوضات مع الولايات المتحدة بشكل علني. ففي أكتوبر 2015، صرّح قائلاً: "التفاوض مع الولايات المتحدة ممنوع؛ بسبب أضراره الجسيمة وانعدام أي فوائد منه".
وفي أغسطس (آب) 2020 وخلال الفترة الأولى لرئاسة دونالد ترامب، أعرب علي خامنئي عن معارضته للمفاوضات مع الولايات المتحدة، متهمًا ترامب بالسعي لتحقيق "مكاسب شخصية" من خلال اقتراح التفاوض مع إيران.
وبعد مرور عدة سنوات على هذا الموقف المتشدد من خامنئي، ومع تدهور الوضع الاقتصادي في إيران، وضعف الجماعات الموالية لطهران في المنطقة، وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يصرّح علي عبدالعلي زاده الآن بأن "حال النظام قد وصل إلى نقطة تستوجب المفاوضات المباشرة".
يشار إلى أن علي عبدالعلي زاده، الذي كان رئيس الحملة الانتخابية لمسعود بزشكيان، صرّح أمس الثلاثاء قائلاً: "حتى خلال الانتخابات قلت إنه يجب علينا التفاوض مع السيد ترامب".
وأضاف: "لا يمكن ترك قضايا البلاد في هذه الحالة المعلقة"، متابعًا: "لذلك، يجب أن نتحدث بشرف وندافع عن المصالح الوطنية".
يأتي ذلك في وقت نفى فيه وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، صحة التقارير المتعلقة بنقل رسالة من الولايات المتحدة إلى إيران عبر وزير خارجية عمان.
وأكد عراقجي أن أي نقل للرسائل بين إيران وأميركا سيتم "في الوقت المناسب" عبر السفارة السويسرية في طهران.
ومع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعد حوالي ثلاثة أسابيع، يزداد احتمال إحياء سياسة "الضغط الأقصى" ضد النظام الإيراني.
وخلال فترته الرئاسية الأولى، تسببت سياسة "الضغط الأقصى" في انهيار صادرات النفط الإيرانية اليومية من 2.5 مليون برميل إلى أقل من 350 ألف برميل. ومع ذلك، شهدت صادرات النفط الإيرانية ارتفاعًا مستمرًا خلال إدارة جو بايدن، حيث قفزت هذا العام إلى 1.55 مليون برميل يوميًا.
ورغم هذا التحسن، تشير بيانات شركة "كبلر" إلى أن صادرات النفط الإيرانية انخفضت خلال الشهرين الماضيين إلى أقل من 1.3 مليون برميل يوميًا، مع اقتراب عودة ترامب إلى السلطة.
وحتى الآن، لا أحد يعرف ما الذي يخطط له دونالد ترامب تجاه النظام الإيراني. ففي حملته الانتخابية، أعرب عن دعمه لاتفاق مع إيران، لكنه في الوقت ذاته شجع إسرائيل على مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.
فمن جهة، شكّل ترامب فريقًا يضم شخصيات معارضة لأي نوع من التفاوض مع طهران في حكومته. ومن جهة أخرى، قال إن مطلبه الوحيد هو منع إيران من الوصول إلى السلاح النووي.