رئيس "CIA": الأولوية الحالية للنظام الإيراني هي "البقاء" وقد يسعى إلى اتفاق نووي

Friday, 01/10/2025

أشار رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA)، ويليام بيرنز، إلى إخفاقات إيران الإقليمية الأخيرة، مؤكدًا أن طهران أصبحت في موقف ضعف، مما قد يدفعها نحو المشاركة في مفاوضات نووية "جدية". وأضاف أن الأولوية الحالية للنظام الإيراني هي الحفاظ على بقائه.

وقال بيرنز، في مقابلة مع "الراديو الوطني العام الأميركي" (NPR)، يوم الجمعة 10 يناير (كانون الثاني): "إن الوضع الاستراتيجي لإيران قد تضرر بشكل كبير خلال الأشهر الستة أو السبعة الماضية".

ولفت رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) إلى فشل هجومين صاروخيين نفذتهما إيران ضد إسرائيل، و"انهيار" حزب الله اللبناني، باعتباره أهم وكلاء طهران، و"التراجع الكبير في قوة حماس" بقطاع غزة، وأخيرًا سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، وقال: "كل هذه التطورات وضعت النظام الإيراني في موقف استراتيجي أضعف بكثير".

وأضاف بيرنز أن الظروف الحالية لإيران قد تفتح الباب أمام "مفاوضات جدية" بشأن برنامجها النووي.

وأوضح رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA)، في مقابلته، أن الأولوية الحالية للنظام الإيراني لا تتعدى "البقاء"، مضيفًا أن الوضع الصعب للنظام قد يدفع طهران إلى محاولة "إعادة بناء قدرتها الردعية".

وأشار بيرنز إلى أن طهران قد تغيّر قرارها لعام 2003 بتعليق برنامج إنتاج الأسلحة النووية، لكنه أكد: "لا نرى اليوم أي مؤشر على اتخاذ مثل هذا القرار، لكننا نراقب الوضع عن كثب".

وقد أعلن مسؤولون إيرانيون، خلال الأسابيع الأخيرة، استعدادهم لاستئناف المفاوضات النووية، مع اقتراب بدء عمل إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، رسميًا.

وصرّح وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، خلال مقابلة مع شبكة "سي سي تي في" الصينية، في 3 يناير الجاري، بأن طهران مستعدة لإجراء مفاوضات "بناءة ودون تأخير" بشأن برنامجها النووي، مشددًا في الوقت نفسه على ضرورة أن تكون المفاوضات المقبلة "بهدف الوصول إلى اتفاق".

ومن جانبه، دعا مساعد الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، محمد جواد ظريف، عبر مقال نُشر بمجلة Foreign Affairs"" الأميركية، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، إلى اتخاذ خطوات "ملموسة وعملية" من قِبل الغرب لإحياء الاتفاق النووي، مؤكدًا أن على ترامب السعي نحو اتفاق يحقق مكاسب لكلا الطرفين.

وفي سياق متصل، صادق مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على قرار اقترحته بريطانيا وفرنسا وألمانيا بإدانة البرنامج النووي الإيراني، ويؤكد ضرورة تعاون طهران الفوري مع الوكالة.

كما حذّر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في 6 يناير الجاري، من اقتراب البرنامج النووي الإيراني من "نقطة اللاعودة"، مشيرًا إلى احتمال اتخاذ قرار بشأن تفعيل آلية الزناد ضد طهران.

يُذكر أنه خلال الأشهر الأخيرة، خصوصًا بعد الهجوم الإسرائيلي، في 26 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، الذي استهدف عشرات المواقع العسكرية في إيران، أشار عدد من مسؤولي النظام إلى احتمال تعديل "العقيدة النووية" لطهران.

وقال رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، كمال خرازي، والذي يعمل أيضًا مستشارًا للمرشد الإيراني، علي خامنئي، في 2 نوفمبر الماضي، إن طهران قد تغيّر عقيدتها النووية، إذا واجهت "تهديدًا وجوديًا". وأكد أن إيران تمتلك "القدرة اللازمة" لصنع سلاح نووي دون مواجهة "أي مشكلة" في هذا السياق.

وبدوره، أكد عضو هيئة رئاسة البرلمان، أحمد نادري، في 17 نوفمبر الماضي أيضًا، ضرورة "تغيير العقيدة النووية" للنظام الإيراني، معترفًا بأن برنامج طهران النووي لم يحقق "أي مكاسب" أمنية حتى الآن.

مزيد من الأخبار