قال أمير علي حاجي زاده، قائد القوات الجوية بالحرس الثوري الإيراني، في برنامج تلفزيوني عن الهجوم على قاعدة عين الأسد العراقية مطلع عام 2020: "كان بإمكاننا قتل ألف شخص منهم، لكن هدفنا لم يكن قتل حفنة من الجنود الأميركيين التعساء. نحن نتطلع لقتل ترامب وبومبيو".
وتاتي تصريحات حاجي زاده عن الهجوم الصاروخي يوم 8 يناير (كانون الثاني) 2020 على قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار العراقية، حيث تتمركز القوات الأميركية، فيما نشرت في الوقت نفسه تقارير ووثائق أظهرت أن الولايات المتحدة ودول الخليج العربية، وبعض الدول الأوروبية كانت على علم بهذا الهجوم.
وبحسب هذه الوثائق، فقد أبلغت إيران، قبل تنفيذ هذه الهجمات، السلطات الأميركية بالهجوم الصاروخي للحرس الثوري الإيراني، ولهذا السبب أتيحت للقوات الأميركية فرصة التوجه إلى الملاجئ حتى لا تسفر هذه الهجمات عن إصابات.
لكن بعد 3 سنوات من هذا الهجوم، ادعى قائد القوات الجوية بالحرس الثوري الإيراني في برنامج تلفزيوني، أن "قتل هؤلاء (الجنود الأميركيين) لم يكن هدفنا. إن شاء الله سنتمكن من قتل ترامب وبومبيو وماكنزي والقادة العسكريين الذين أصدروا هذا الأمر [اغتيال قاسم سليماني]. لكن في النهاية، قاموا بعمل عسكري وكان علينا الرد العسكري".
وتابع حاجي زاده: "تلك الليلة لاحظنا القوات التي تم إخلاؤها من قاعدة عين الأسد ونزلت إلى الصحاري المحيطة وتم تفريقهم وحمايتهم بالطائرات، وكنا قد عرفنا موقعهم، وكنا قادرين على ضربهم وقتلهم. وبالطبع، لم يكن هدفنا أن لا نقتل على الإطلاق. وفي النهاية، كان هناك بعض الأشخاص [في عين الأسد] لكن هدفنا كان الإضرار بالبنية العسكرية وهيمنة الاميركيين، ونجحنا بالطبع".
يأتي ادعاء حاجي زاده بأنهم لم يقتلوا "حفنة من الجنود الأميركيين التعساء"عن قصد، بينما أفادت وسائل الإعلام المقربة من الحرس الثوري الإيراني بعد هذا الهجوم مباشرة بمقتل "80 جنديًا أميركيًا".
من جهة أخرى، أعلنت واشنطن، عدم سقوط قتلى أو جرحى في الهجمات الصاروخية للحرس الثوري الإيراني على القواعد العسكرية الأميركية في العراق.
وبعد هذا الهجوم أعلن مسؤولو النظام الإيراني عدة مرات أن طهران لا تنوي خوض حرب مع أميركا وأن القوات الأميركية فقط يجب أن تغادر المنطقة، وخاصة العراق.
ومع ذلك، في رد فعله الأخير على هذا الهجوم، زعم حاجي زاده: "كنا نتصور أنهم من خلال تهديدهم باستهداف 52 نقطة في إيران، أن يفعلوا شيئًا، إذا كان لديهم ذرة من الغيرة. وكنا مستعدين حقًا للخطوات التالية".
وأوضح هذا "الاستعداد"، قائلاً: "الطلقة الأولى التي كان بإمكانهم أن يطلقوها كانت 400 صاروخ. وإذا استمرت الضربات، يمكن أن يكون نطاق العمل أوسع بكثير. لقد خططنا لضرب قواعد [الأميركيين] في الأردن والكويت والإمارات بالصواريخ. لكنها انتهت هنا".
ما يشير إليه حاجي زاده بـ"نهاية" الهجوم العسكري، هو في الواقع كان إطلاقًا متعمدًا لصواريخ الحرس الثوري الإيراني على الطائرة الأوكرانية التي كان على متنها 176 راكبًا معظمهم من الإيرانيين.
وبعد ذلك، طرح العديد من الخبراء وأهالي ضحايا الطائرة الأوكرانية فرضية استخدام النظام الإيراني لهذه الطائرة كـ"درع بشري".
هذا وقد أعلن محسن أسدي لاري، وزهرا مجد، اللذان فقدا ولديهما في هذه الرحلة، أعلنا في مقابلة إعلامية بعد عامين من الحادث أنهما عثرا على أدلة تظهر أن إطلاق النار على الطائرة كان "متعمدا". وقالا: "أرادوا ضرب الطائرة وإلصاق التهمة بأميركا. كما فعلوا ذلك من قبل في مواقف مماثلة".
وتحدث أمير علي حاجي زاده، قائد القوات الجوية بالحرس الثوري، عن قضايا أخرى في هذا البرنامج التلفزيوني، مشيرًا إلى تشغيل أحدث صاروخ كروز إيراني اسمه "باوه"، وقال إن هذا الصاروخ الذي يبلغ مداه 1650 كيلومترًا دخل سلة الصواريخ الإيرانية.
كما وصف الالتزام بالحد الأقصى لمدى الصواريخ الإيرانية البالغ 2000 كيلومتر، بأنه "احترام للأوروبيين" وقال: "إن شاء الله سيحافظون على احترامهم".