بعد تسليم السفارة الأفغانية في طهران إلى حركة طالبان، نُشر ملف صوتي لأحمد شاه مسعود، قائد التحالف المناهض لطالبان، وصف فيه النظام الإيراني بأنه "ضعيف ومنافق ومتردد".
وتدل كلمات شاه مسعود على العلاقة المتوترة بين "جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية" والنظام الإيراني.
ويقول أحمد شاه مسعود، العضو البارز في حزب الجمعية الإسلامية الأفغانية، في هذا الملف الصوتي، إن إحدى نقاط ضعف الحزب "عدم وجود صديق وحليف قوي" على المستوى الدولي.
وفي إشارة إلى هذه العزلة ذكر أن إيران هي الدولة الصديقة الوحيدة لهذا الحزب، لكنه قال: "إنها أيضًا ضعيفة جدًا ومنافقة ومترددة؛ [لأن] الحكومة الإيرانية تقول أحيانًا نعم وأحيانًا لا".
ويشير مسعود إلى وعد النظام الإيراني "بقبول حزب الجمعية الإسلامية الأفغاني باعتباره الطرف الرائد في قضايا أفغانستان المستقبلية"، ويقول إن الحكومة الإيرانية وعدت بأن تطلب من الأحزاب الشيعية اتباع حزب الجمعية.
غير أن الزعيم السابق لـ"جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية" أعرب عن شكوكه في هذا الوعد في الملف الصوتي، قائلاً: "لا أعرف إلى أي مدى هم صادقون في تصريحاتهم".
وبحسب ما قاله مسعود، فإن الدول الغربية لا تثق بالجمعية الإسلامية في أفغانستان، وإذا أرادت أن تثق بأحد، فسيكون هذا الشخص هو "ظاهر شاه" لأنه "مرتبط بالغرب".
وعلى الرغم من عدم معرفة الوقت المحدد لتسجيل هذا الملف الصوتي، يبدو أن هذا الملف سُجل خلال سنوات مواجهة نظام طالبان الأول بين عامي 1994 و2001.
كان ظاهر شاه يعيش في روما، عاصمة إيطاليا، عندما تم تسجيل هذا الشريط.
أحمد شاه مسعود، الذي يبدو أنه يلقي كلمه لأتباعه أثناء تسجيل هذا الملف الصوتي، يتحدث عن الطريقة التي تنظر بها دول المنطقة إلى الأحزاب السياسية في أفغانستان، ويذكر أن "الحزب الإسلامي" بقيادة قلب الدين حكمتيار مقبول لحكومة باكستان، والأحزاب الشيعية مقبولة لدى إيران.
يشار إلى أن نشر هذا الشريط الصوتي بعد 22 عاما من اغتيال أحمد شاه مسعود قد يكون علامة على توتر العلاقات بين "جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية" والنظام الإيراني.
وقد انتقدت هذه الجبهة، التي يقودها الآن أحمد مسعود، نجل أحمد شاه مسعود، مؤخرًا، وفي بيان غير مسبوق، النظام الإيراني لتسليمه السفارة الأفغانية في طهران لطالبان.
ووصف البيان تسليم السفارة الأفغانية لحركة طالبان بأنه "مؤسف ومشكوك فيه".