من جديد ظهرت حالات تسمم في مدراس العاصمة الإيرانية طهران، حيث أصيبت طالبات في مدرسة "يارجاني" الابتدائية، ومدرسة "13 أبان" الثانوية بالتسمم، اليوم الأربعاء 1 مارس (آذار)، فيما ألقى نواب ومسؤولون في النظام الإيراني باللوم في هذا الحادث على "المعارضين وإسرائيل والأعداء".
وتشير التقارير ومقاطع الفيديو التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، اليوم إلى تسمم طالبات في مدرسة "يارجاني" للبنات في ميدان 17 نارمك.
في الوقت نفسه، تم نشر تقارير وصور لثانوية "13 أبان" بمنطقة تهرانسر، والتي تظهر أن طالبات هذه المدرسة الثانوية قد تسممن أيضًا.
وهتفت طالبات هذه المدرسة "الموت للديكتاتور"، و"المرأة، الحياة، الحرية"، أثناء مغادرتهن المدرسة.
كما نُشرت يوم أمس (الثلاثاء) ولأول مرة أنباء عن تسمم طالبات في مدارس طهران.
في البداية، تم تأكيد تسميم طالبات مدرسة "خيام" الثانوية للبنات في مدينة برديس التابعة لمحافظة طهران، وبعد ذلك، وصل التسمم المتسلسل إلى طالبات مدرسة "راه زينب" في المنطقة 13 بطهران.
من ناحية أخرى، في 28 فبراير (شباط)، شوهدت لأول مرة آثار هذه التسممات المتعمدة في الجامعات، وتوجهت طالبات في جامعة "آزاد" الإسلامية، فرع بروجرد، إلى المستشفى بسبب التسمم.
وتأكيدا لهذه الحادثة أعلن مكتب محافظ لورستان، اليوم الأربعاء، أن "قلة من الطالبات توجهن إلى المستشفى وهن يعانين من أعراض مثل الدوار"، و "بعد الإجراءات اللازمة، خرجن من المستشفى دون أي مشاكل".
بالإضافة إلى ذلك، كان يوم الأربعاء يومًا مليئًا بالأخبار عن قصة "حوادث التسمم المتسلسلة" وبعد ثلاثة أشهر من الإنكار، عقد البرلمان أخيرًا اجتماعاً للتعامل مع هذه الأزمة.
وأعلنت المتحدثة باسم لجنة الصحة في البرلمان الإيراني، زهراء شيخي، في هذا الاجتماع أنه حتى 27 فبراير (شباط)، تم الإبلاغ عن إصابة ما مجموعه 1200 طفلة ومراهقة بالتسمم في المدارس، 799 منهن في قم، وحوالي 400 طالبة في بروجرد.
وقالت شيخي إنه بناءً على التحقيقات، تم استبعاد التسمم المعوي للطالبات، لكن هناك تسممًا عن طريق الاستنشاق: "على الرغم من وجود فرضيات مختلفة، إلا أنه لا توجد نتائج نهائية حتى الآن. لذلك، في التحقيقات، لم يعرف بعد السبب الرئيسي للتسمم".
وأوضحت النائبة أيضًا: "وفقًا للتقارير، كان تسمم الطالبات عابرًا في الغالب".
وأضافت: "ظهرت عليهن أعراض التسمم بين 15 و 45 دقيقة، ولم تكن هذه الأعراض مستقرة".
ومثل الأزمات الأخرى في البلاد؛ ألقى نواب ومسؤولون آخرون ووسائل إعلام تابعة للنظام مسؤولية هذه التسممات المتعمدة والمتسلسلة على "الأعداء".
واتهمت الصحف الحكومية، دون قبول مسؤولية النظام في الحادث، المعارضة بإثارة الخوف وبث الإشاعات.
ووصفت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، ردود الفعل على تسميم الطالبات بـ"حفل تنكري"، واتهمت المعارضة ووسائل الإعلام بـ"تسميم الأجواء".
من ناحية أخرى، من خلال اختيار عبارة "مشروع التسميم" لعنوان صفحتها الأولى ونشر صور لرضا بهلوي، ومسيح علي نجاد، ومريم رجوي، وصفت صحيفة "همشهري" مسلسل تسمم الطالبات بأنه جزء جديد من "الحرب المركبة لأعداء النظام الإيراني".
وزعمت هذه الصحيفة أن "أعداء الثورة يحاولون بث الخوف في نفوس الناس من خلال استغلال مشروع تسميم الطالبات".
من ناحية أخرى، زعم أحمد راستينه، عضو اللجنة الثقافية في البرلمان الإيراني والمتحدث باسمها، أن حوادث التسمم "هي استمرار لأعمال الشغب التي نشأت في بلادنا وتسعى إلى تدمير الأمن النفسي لمجتمعنا".
وقال راستينه: "إن يد الأجانب والعدو في زعزعة استقرار أجواء المجتمع تتجلى في هذه الظاهرة؛ ليس لدي شك في أن منظمة المنافقين (مجاهدي خلق) أو غيرها من الجماعات المناهضة للثورة متورطة في هذا الأمر".
وأضاف: "يُزعم أن هذه القضية قامت بها بعض الجماعات الدينية لإجبار الفتيات على البقاء في المنزل... لكن كل القوى الثورية والمجتمع الإيراني المتدين والمتحضر يدينون بشدة هذه الظاهرة".
هذا ودعت مسيح علي نجاد، الصحافية والناشطة السياسية، ردا على استمرار تسميم الطالبات و"باسم ثورة المرأة، الحياة، الحرية"، طالبت التلميذات والطلاب في الجامعات عدم حضور الفصول الدراسية، يوم السبت المقبل 4 مارس (آذار)
وقالت إن هذه التسممات تأتي انتقاماً من الفتيات لخلعهن وحرقهن "الأوشحة القسرية".
كما كتب ولي عهد إيران السابق، رضا بهلوي، على "تويتر"، عن تسميم الطالبات: "مرتكبو الهجمات المنظمة على مدارس البنات في إيران هم نفس الذين قتلوا "فرخ رو بارسا" في اليوم التالي لمأساة عام 1979 لجريمة توسيع تعليم المرأة ".
لكن الأمين العام لاتحاد الجمعيات الطلابية الإسلامية، حسين تاريخي، ادعى أن هذه التسممات المتسلسلة معقدة ومن الواضح أنها لا تسعى إلى تحقيق هدف "معاقبة الطالبات وإهانة مكانتهن".