أثار فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي في إيران، أمس الأربعاء، يظهر اعتداء عناصر الأمن الإيرانية بالضرب على امرأة تبدو أنها والدة إحدى التلميذات الضحايا في ظاهرة التسمم بالعاصمة طهران، موجة غضب عارمة في البلاد.
وزعمت الشرطة الإيرانية، اليوم الخميس 2 مارس (آذار)، اعتقال الأشخاص المتورطين في هذه المعاملة السيئة، فيما أعلنت وكالة أنباء "تسنيم" أن عدد المعتقلين 4 أشخاص.
وأصدر مكتب المتحدث باسم الشرطة الإيرانية، اليوم الخميس، بيانا أعلن فيه أن "الأشخاص الذين ارتكبوا أمس سلوكا غير لائق وعنيفا مع امرأة أمام إحدى المدارس، تم تحديد هوياتهم خلال إجراءات استخباراتية من قبل رجال الشرطة، وألقي القبض عليهم".
وأعلن المتحدث باسم الشرطة عن "تعاون القضاء في متابعة هذه القضية" و"تسليم الموقوفين إلى النيابة العامة"، وقال إن هذه القضية يجري متابعتها في النظام القضائي.
وشهدت مدرسة "13 آبان" للبنات بمنطقة تهرانسر، أمس الأربعاء، ظاهرة تسمم تعرضت لها الطالبات بهذه المدرسة تم على إثرها نقل العديد منهن إلى المراكز الطبية.
وعقب الحادث، رفعت التلميذات خلال الخروج من المدرسة شعار "الموت للديكتاتور" و"المرأة والحياة والحرية"، بينما تجمع عدد من أسر الطالبات أمام المدرسة، مطالبين بمتابعة القضية.
وأظهر مقطع الفيديو المنتشر من هذا التجمع أمام المدرسة أن عناصر أمن بزي مدني تعتدي بالضرب على امرأة- يبدو أنها والدة إحدى التلميذات- وتنوي اعتقالها. كما يظهر المقطع أن أحد الضباط يحاول غلق فمها وآخر يجرها من شعرها بعنف.
وسرعان ما أبدى نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي في إيران ردود فعل واسعة على الحادثة، وحددوا المهاجم، وقالوا إنه أحد "عناصر الباسيج" بطهران.
وأفادت تقارير محلية أن عناصر الأمن هذه انتشرت حول المدارس التي شهدت "هجمات تسمم" بعد تجمع الأسر هناك للاحتجاج على تسمم بناتهن، وقد شهدت بعض التجمعات شعارات مناهضة للنظام الإيراني.
يذكر أنه منذ 30 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وردت تقارير يومية من إيران أفادت بتعرض بعض المدارس في البلاد لهجمات بـ"الغازات الكيماوية"، مما أدى إلى تدهور صحة المئات من التلميذات في المدارس، وأثار مخاوف واسعة بين المواطنين.
ومع استمرار حالات التسمم المتسلسلة في المدارس الإيرانية، تصاعدت ردود الفعل العالمية على هذا "الاغتيال البيولوجي"، وقد أعربت أستراليا، إلى جانب أميركا، عن قلقهما بشأن تسمم الفتيات التلميذات في المدارس.
كما حذرت "اليونيسيف" من تداعيات هذا الحادث على نسبة تعليم الطلاب وخاصة البنات.