بينما ادعى أئمة الجمعة في جميع أنحاء إيران في "خطبة موحدة"، اليوم 3 مارس (آذار)، أن "الهجوم بالغاز السام" على مدارس البنات في عدة مدن إيرانية ليس من فعل النظام، ادعى الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، أيضًا أن تسميم الطالبات هو "خدعة العدو".
وفي خطاب له في محافظة بوشهر، يوم الجمعة 3 مارس (آذار)، قال رئيسي: "إن العدو يسعى لتخييب أمل الناس من خلال الخداع وإثارة مشكلة تسميم الطالبات".
وأضاف: "العدو يريد بث الخوف في المدارس، وخلق الفوضى في مختلف المجالات من خلال خلق أجواء من الخوف واليأس".
وتأتي هذه التصريحات بعد ثلاثة أشهر من التسمم المتسلسل في المدارس الإيرانية. ويزعم مسؤولو الأمن وإنفاذ القانون أنه لم يتم التعرف على أي شخص كسبب للهجمات.
من ناحية أخرى، في حين أن السلطات الإيرانية قد أنكرت سابقًا وقوع التسمم، فإنها الآن تحمل "العدو الأجنبي" مسؤولية الهجمات، الأمر الذي يعتبر نموذجاً متكرراً لسلوك حكام النظام الإيراني.
وفي مثال آخر على هذه التصريحات، زعم حسن عاملي، خطيب جمعة أردبيل، في خطبة صلاة الجمعة 3 مارس (آذار): "أنا أقول بحزم إن تسمم أبنائنا الأعزاء من غير المرجح أن يكون من عمل النظام."
وأشار إلى أن "هذا الحادث لا يفيد النظام على الإطلاق، بل هو أسوأ ضرر للنظام الإسلامي. أي حكومة تشوه سمعتها عمدا؟ "
فيما أشار مهدي نخل أحمدي، وهو صحافي وناشط مدني، في تغريدة، إلى إسقاط الطائرة الأوكرانية من قبل الحرس الثوري، وكتب رداً على هذه التصريحات، أنه "في تلك الفترة أيضاً كانوا يقولون إن النظام لا يفعل مثل هذا العمل".
كما وصف ردود الفعل على قتل مهسا أميني بأنها من هذا القبيل.
لكن خطيب جمعة "قم"، محمد سعيدي، قال أيضًا في خطبة صلاة جمعة المدينة: "هذا العمل اللاإنساني هو بلا شك مؤامرة تيار خائن".
يأتي ذلك في حين أن بعض المراجع الدينية انتقدت النظام الإيراني في هذه القضية.
وقال عبد الله جوادي آملي، في حديثه إلى وزير التعليم الإيراني: "إن عدم تحديد مصدر تسمم الطالبات في المدارس أمر مخيف، ومن الضروري أن تقوم السلطات بإدارة هذا في أقرب وقت ممكن وإراحة المواطنين من هذا القلق."
كما كتب أصغر ناظم زاده قمي في رسالة إلى السلطات الإيرانية: "هل أنتم نائمون ولا ترون الفتيات، والأولاد، والأطفال الأبرياء في المدارس وحتى طلاب الجامعات في المهاجع وهم يشعرون جميعا بالقلق من موجة هذا التسمم، وأرواحهم وأجسادهم في خطر... إلى من يقدم هذا الشعب شكواه؟ "
وتابع: "إذا لم تتمكنوا من حل مثل هذه المشكلات، استعينوا بمثقفي الشعب. إذا كنتم لا تقبلون الشعب، فاحصلوا على مساعدة من المنظمات الدولية."
وأضاف قمي: "يكفي العناد، والعلاج بالكلام وبالشعار وبالإهانة والتبرير وإلقاء اللوم على العدو الداخلي والخارجي. لسوء الحظ، لقد شوهتم سمعة الدين ورجال الدين، وحتى النظام الذي تعتلون عرشه، بحيث لا يمكن لرجال الدين، في كثير من الحالات، أن يرفعوا رؤوسهم خجلاً من المواطنين".
وألقى محمد جواد أكبرين، وهو باحث في الشؤون الدينية، باللوم في الهجوم على مدارس الفتيات على جماعات متطرفة داخل النظام الإيراني.
وكتب في حسابه على "تويتر": "قبل بدء عمليات تسمم الطالبات، كان خامنئي قد أكد على ضرورة "معاقبة المراهقين" في انتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية".
وفي وقت لاحق، في حشد من رجال الدين من "قم"، أكد على الحاجة إلى "تعزيز تفكير مصباح" (وهو رجل دين إيراني معروف بتشدده).
وكان مهدي مير باقري، زعيم الحركة الأصولية المعارضة لتعليم الفتيات، هو المتحدث في مراسم بيت المرشد في ليالي شهر محرم.