تواصلت "الهجمات الكيماوية" على عدد من المدارس في إيران، خاصة مدارس البنات، اليوم السبت 4 مارس (آذار). وانتشرت تقارير عن تعرض طلاب للتسمم في 16 مدرسة ابتدائية، ومدرسة ثانوية للبنات وأخرى للبنين. وتم نقل عدد كبير من الطلاب إلى المستشفى.
وبحسب الأخبار المنشورة فقد تم تحديد نوع المواد السامة التي استخدمت في هذه الهجمات.
تجدر الإشارة إلى أن موجة التسمم المتعمد للطالبات، التي بدأت يوم 30 نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، في مدارس قم، انتشرت في أنحاء إيران، اليوم السبت، ووصلت إلى مدارس البلدات والقرى الصغيرة.
وبحسب الأنباء، فقد استُهدفت مدرسة "كفايي زاده" الثانوية للبنات بهجوم كيماوي. لكن مسؤولي المدرسة أغلقوا أبواب المدرسة ومنعوا الطالبات من المغادرة.
ومع استمرار هذه الاعتداءات على مدارس مدينة قم ، اليوم السبت 4 مارس (آذار)، نُشر تقرير عن تسميم طالبات مدرسة شهيد فهميدهة الابتدائية بهذه المدينة.
وتعرضت طالبات في مدرسة إمامت الثانوية بمدينة باكدشت للتسمم، في هذا اليوم، بعد هجوم كيماوي.
كما تم نقل عدد من طالبات مدرسة مهاجر في كرج إلى المستشفى بسبب التسمم.
وأفادت وكالة أنباء "تسنيم" التابعة للحرس الثوري، عن إصابة ما لا يقل عن 30 طالبة من مدرسة "نور الزهراء" بأرومية بالتسمم وتم نقلهن إلى مراكز طبية بالمدينة.
وفي زنجان، أفادت التقارير، بتسمم طالبات في ثانوية ولي عصر بعد تعرضهن لهجوم كيماوي.
وبحسب مقاطع الفيديو المنشورة على الإنترنت والتقارير التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، في صفادشت ملارد، تم تسميم طالبات في مدرسة عصمت الثانوية ومدرسة حجت الابتدائية، بعد شم رائحة الغاز، وتم نقلهن إلى المستشفى بسيارة إسعاف.
وأعلن المتحدث باسم جامعة همدان للعلوم الطبية، السبت، عن هجوم كيماوي وتسمم لطالبات في مدرستين للبنات في همدان وكبودر أهنك.
وأظهرت مقاطع الفيديو التي تلقتها "إيران إنترناشيونال" الهجوم الكيماوي على ثانوية توحيد للبنات في شهريار وتسميم عدد من طالبات هذه المدرسة.
وفي عبدل آباد بطهران، استُهدفت طالبات مدرسة سيد جمال الدين أسد آبادي الثانوية بهذه الهجمات الكيماوية المتسلسلة وتم تسميمهن.
وقد تعرضت مدرسة فاتحي الثانوية للبنات في منطقة إسلام آباد بطهران لهجمات كيماوية اليوم السبت، وتعرض عدد من طالباتها للتسمم ونقلن إلى المستشفى.
كما تعرضت طالبات مدرسة اعتمادفر الثانوية في طهران للتسمم في هذا اليوم.
وأشارت التقارير الواردة من مدينة رشت إلى إصابة طالبات مدرسة حمزة رفعتي الابتدائية بالتسمم جراء الهجمات الكيماوية.
وفي الوقت نفسه، أعلن المتحدث باسم الإدارة العامة للتعليم بمحافظة فارس، أن 27 طالبة في إحدى المدارس في مدينة كوار التابعة لهذه المحافظة يعانين من أعراض الغثيان والضعف والدوار وتم إرسالهن على الفور إلى المستشفى.
ولم تقتصر الهجمات على المدارس في الأيام الماضية على الطالبات فحسب، بل أشارت تقارير اليوم أيضا إلى إصابة مجموعة من الطلاب بالتسمم إثر الهجوم الكيماوي على مدرسة "برجسته" الابتدائية في كرج.
تجدر الإشارة إلى أن 3 أشهر مرت على سلسلة عمليات التسمم التي تعرض لها الطلاب، ولم يتم التعرف على منفذي الهجمات الكيماوية على المدارس فحسب، بل امتد نطاق هذه الهجمات ليشمل مدنًا مختلفة.
هذا وأعلن مرتضى خاتمي، نائب رئيس لجنة الصحة والعلاج بالبرلمان، اليوم السبت، تحديد نوع السم المستخدم في الهجوم على المدارس، وقال: "قد يكون سبب تسمم الطلاب واحدًا أو مزيجًا من عدة أنواع من الغاز".
كما سبق لمسؤول إيراني الإعلان عن أن غاز N2 هو سبب تسمم الطلاب، لكن هذا المسؤول قال إن "غاز N2 الموجود في هذه المجموعة لا يبرر الأعراض والمظاهر السريرية، لكن الغازات الأخرى المعزولة في هذه البيئات تبرر ظهور أعراض مثل تنميل الأطراف".
يذكر أن الغثيان والقيء والسعال وضيق التنفس والسعال، هي الأعراض التي ذكرها خاتمي وقال: "حسب الأدلة السريرية، فإن الأشخاص الذين تعرضوا للتسمم يعانون من تسمم غير مستقر وعابر، وكانت اختباراتهم طبيعية".
كما قال إن تسمم الطلاب كان عن طريق "الاستنشاق" وقد اتضح ذلك من خلال أخذ العينات والاختبارات.
وفي الأيام الماضية، اعتبر كثير من أولياء الأمور وبعض الشخصيات السياسية والدينية، من بينهم عبد الحميد إسماعيل زاهي، خطيب جمعة أهل السنة في زاهدان، اعتبر أن التسميم المتعمد للطالبات هو مشروع للنظام يهدف إلى الانتقام من احتجاجات الطالبات خلال الانتفاضة الشعبية.
وقال آخرون إن الهدف من هذه الهجمات هو إجبار الفتيات والنساء على البقاء في المنازل وإبعادهن عن الساحة العامة.
ومع ذلك، فإن النظام الإيراني، ومسؤولي النظام، ووسائل الإعلام، يحاولون إلقاء اللوم في الإرهاب البيولوجي لطالبات المدارس، على المعارضين. وقد أشارت صحيفة "كيهان"، في تقريرها، اليوم السبت، إلى حوادث التسمم المتسلسلة تحت عنوان "مرحلة جديدة من الحرب المركبة للغرب وحلفائه الداخليين ضد نظام جمهورية إيران الإسلامية".