نظم عدد من المواطنين المحتجين وأسر التلاميذ في إيران، اليوم السبت 4 مارس (آذار)، تجمعات أمام مباني وزراة التربية والتعليم بمختلف المدن، بما في ذلك طهران وأصفهان وكرمانشاه وأردبيل، أدانوا خلالها اتساع ظاهرة تسمم الطالبات، ورفعوا شعارات ضد المرشد خامنئي وكبار المسؤولين في إيران.
وأفادت التقارير الواردة من إيران باعتقال عشرات المواطنين في هذه التجمعات، كما تعرض العديد منهم للضرب والإهانة من قبل عناصر القمع الإيرانية.
ونظم أهالي بعض الطالبات بطهران، اليوم السبت، تجمعا أمام دائرة التربية والتعليم بالمنطقة الثانية، احتجاجا على التسمم الواسع في المدارس، ورفعوا شعار: "الموت لطالبان سواء في إيران أو أفغانستان".
ورفعت أسر أخرى من المحتجين بطهران شعار "الموت للنظام قاتل الأطفال".
كما تجمع عدد من أسر الطالبات أمام مبنى وزارة التربية والتعليم بالمنطقة الثامنة، احتجاجا على تسمم الطالبات في المدارس، ورفعوا شعار: "قتلتم أطفالنا واستبدلتموهم برجال الدين".
ونظمت أسر الطالبات في المنطقة الخامسة بطهران تجمعا أيضا أمام مبنى التربية والتعليم وسط العاصمة الإيرانية.
وفي أردبيل، شمال غربي إيران، تجمع أهالي الطالبات في هذه المدينة أمام دائرة التربية والتعليم واحتجوا على الهجمات الكيماوية على المدارس وتسميم الطالبات.
كما تجمع أهالي الطالبات بمدينة أصهفان وسط إيران أمام مبنى التربية والتعليم في هذه المدينة ورفعوا شعار "رش الحمض [لقمع المتظاهرين] والتسميم كلاهما جريمة واحدة".
إلى ذلك، وردت تقارير من كرمانشاه غربي إيران تفيد باعتقال عناصر الأمن لعدد من المحتجين على التسمم الواسع للطالبات في المدارس الإيرانية.
يشار إلى أن حالات التسمم المتسلسل للطالبات في إيران بدأت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وقد عانى الأطفال وأولياء أمورهم من هذا الأمر في عدة مدن.
تجدر الإشارة إلى أن سبب هذا التسمم لم يعرف حتى الآن، فيما ترفض السلطات تقديم المزيد من الإيضاحات حول هذا الحادث، لكن الفئة المستهدفة هي الطالبات، خاصة في مدينة قم، تليها بروجرد، وأردبيل، والبعض يعتبره "تسمماً متعمداً" يهدف إلى إبقاء الفتيات في المنزل والانتقام من الأطفال الناشطين خلال الانتفاضة الثورية.
يذكر أن السلطات الإيرانية أعلنت، بعد 3 أشهر من النفي والإنكار، عن وجود هذه الظاهرة المتعمدة في "بعض المدارس" وتحاول توجيه أصابع الاتهام إلى "الأعداء وإسرائيل والمنافقين" وتحميلهم مسؤولية هذه "الاغتيالات الكيماوية".
وعلى الرغم من إحصائيات التسمم التي أثارت قلقًا كبيرًا بين الطلاب وأسرهم، زعم وزير الداخلية الإيراني، أحمد وحيدي أن أكثر من 90 في المائة من الطالبات "تدهورت حالتهن بسبب التوتر"، ولم يتم العثور على مادة سامة محددة حتى الآن، وأضاف أنه لا توجد تقارير نهائية عن هذه الحوادث حتى الآن، ولا تعرف المؤسسات الأمنية من يقوم بهذه الهجمات.
ولم يتم حتى الآن تحديد شخص أو جماعة باعتبارها المتهم وراء ظاهرة التسمم هذه.