وردت منذ مساء أمس الجمعة تقارير متضاربة حول تدهور الحالة الصحية لزعيم الحركة الخضراء الإيرانية، مير حسين موسوي الذي يخضع لإقامة جبرية منذ سنوات.
وأفادت وسائل إعلام مقربة من موسوي أنه أصيب بإنفلونزا شديدة، وأدى تأخر علاجه إلى تفاقم حالته الصحية.
ونشرت وكالة الأنباء الرسمية في إيران (إرنا)، مساء أمس الجمعة، صورة قديمة لموسوي في المستشفى، وزعمت أنه أصيب بالمرض بسبب "عدم امتثاله للقواعد الصحية في لقاءاته الكثيرة".
وتأتي هذه المزاعم بعد أن فرضت السلطات الإيرانية، مؤخرا، مزيدا من القيود على هذا المعارض في سجنه المنزلي، وذلك عقب بيان له نشره دعما للاحتجاجات الشعبية التي شهدتها البلاد منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، إثر مقتل الشابة مهسا أميني، ودعوته لإجراء استفتاء.
وشهدت علاقات موسوي عقب بيانه الأخير تقييدا ملحوظا، حيث إنه لم يلتق أحدا سوى أبنائه وحراس إقامته الجبرية، ولهذا يرى العديد أن نقل الفيروس لموسوي جاء عبر الحراس.
وعقب تقرير وكالة أنباء "إرنا" عن تدهور الحالة الصحية لزعيم الحركة الخضراء، أعلن موقع "إنصاف نيوز" الإيراني عن إصابة هذا المعارض بـ"فيروس كورونا"، ولكنه قام بتغيير محتوى الخبر في ساعات متأخرة من الليل، وكتب أن موسوي مصاب بإنفلونزا شديدة.
ومن جهته، كتب موقع "كلمة" أن مير حسين موسوي يعاني من "حمى شديدة وإرهاق"، مضيفا أنه تم نقل موسوي إلى المستشفى عقب إصابته بالإنفلونزا والتأخر في إجراء متابعات طبية لازمة وضرورية له.
وبينما اعتبر بعض المعارضين للنظام الإيراني أن التأخير في علاج مرض مير حسين موسوي إجراء "متعمد"، تمنَّى له بعض الأصوليين والمقربين من النظام "الموت".
وأشار مرتضى بناهيان، نجل علي رضا بناهيان رجل الدين الأصولي البارز في إيران، أشار على "تويتر" إلى نقل مير حسين موسوي إلى المستشفى، وكتب: "أتمنى النجاح للفيروس". وقال في تغريدة أخرى: "مير حسين موسوي يختلف حسابه مع الجميع. لقد تأخر موته لمدة 12 سنة. وليس عدلا أن يقتل بفيروس، بل يجب إعدامه".
وكان مير حسين موسوي، أحد قادة الحركة الخضراء، قد دعا في بيان نشره يوم 4 فبراير (شباط) الماضي، إلى إجراء استفتاء "حر وآمن" في إيران و"إنشاء مجلس تأسيسي" و"صياغة دستور جديد"، الأمر الذي رحبت به شخصيات وجماعات سياسية مختلفة، بينهم نحو 350 ناشطا سياسيا وإعلاميا، معظمهم من المقيمين في إيران، والذين أيدوا مقترحاته، مشيرين إلى "يأس المجتمع من الإصلاح في إطار النظام القائم".
وعقب هذا البيان، أعلنت مصادر مقربة من مير حسين موسوي، وزهراء رهنورد، فرض قيود مفاجئة على الإقامة الجبرية لهذين القياديين في الحركة الخضراء، وذكرت أن سبب تشديد هذه القيود هو نشر بياناتهما المؤيدة للاحتجاجات الشعبية وانتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية" في إيران.