أفادت صحيفة "واشنطن بوست" نقلا عن 5 مسؤولين أمنيين من ألمانيا، واثنين من المخابرات الغربية، أن رامين يكتابرست، أحد قادة عصابة "ملائكة الجحيم" للدراجات النارية، هو المشتبه به الرئيسي في تنظيم هجوم على مركز ثقافي يهودي بمدينة إسن الألمانية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وكتبت الصحيفة أن هؤلاء المسؤولين الأمنيين والاستخباراتيين يعتقدون أن يكتابرست مشتبه في توجيهه هجمات داخل ألمانيا بتوجيه من داخل إيران وعبر شبكاته الإجرامية.
وأكدت الصحيفة الأميركية أن يكتابرست يوجه هذه الهجمات بناء على طلب الحرس الثوري الإيراني.
وذكرت أن هذه الهجمات تشكل جزءا مما تعتبره أجهزة الأمن الألمانية زيادة في أنشطة النظام الإيراني الهادفة إلى مهاجمة اليهود والمهاجرين الإيرانيين في ألمانيا.
وأضافت "واشنطن بوست" أن هذا التقييم يتوافق أيضًا مع تزايد تهديدات الإرهاب والاختطاف للنظام الإيراني في أوروبا وأميركا، ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم إنه بينما تقمع طهران الاحتجاجات الشعبية في الداخل، فإنها تستخدم بشكل متزايد العصابات الإجرامية لمهاجمة ما تعتبره تهديدات أجنبية لها.
وتابعت الصحيفة أن هناك في ألمانيا من يطالبون حكومة البلاد بالعمل بشكل أقوى ضد النظام الإيراني من خلال إدراج الحرس الثوري على قائمتها السوداء وتوسيع العقوبات.
يأتي تقرير "وشانطن بوست" بعد أن أعلنت وسائل إعلام ألمانية سابقا عن استمرار التحقيق مع 10 متهمين في الهجوم على مراكز يهودية، وعلاقة الحرس الثوري الإيراني بهذه الهجمات. وكتبت أن النظام الإيراني يدير عمليات خارج إيران من خلال توظيف مجرمين.
وأضاف تقرير صحيفة "دي فيلت" أن بعض المشتبه بهم في هذه القضية كانوا على صلة بمسجد يقع في منطقة صناعية بمدينة إسن الألمانية.
وسبق أن أفاد الموقع الإلكتروني للقناة الأولى في التلفزيون الألماني، الشهر الماضي، بأن المؤسسات الأمنية في البلاد تعتقد أن الحرس الثوري الإيراني يقف وراء الهجمات على المراكز اليهودية في ألمانيا.
وتم القبض على إيراني- ألماني يبلغ من العمر 35 عامًا في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في دورتموند، عقب محاولته إحراق كنيس يهودي.
وبعد ذلك، ذكرت وسائل الإعلام أن رامين يكتا برست، عضو نادي "ملائكة الجحيم" للدراجات النارية، هو أحد المتهمين في هذه القضية، والذي هرب إلى إيران العام الماضي بعد ملاحقته في قضية قتل.
وبحسب التقرير، فقد كان رامين يكتا برست على علاقة بهذا الشاب الإيراني- الألماني المتهم بمحاولة إحراق الكنيس اليهودي.
كما أعلنت وسائل إعلام ألمانية وإسرائيلية أن النظام الإيراني يتجسس على رئيس المجلس المركزي ليهود ألمانيا، جوزيف شوستر.
وأفادت التقارير الإعلامية بأن ضابطا سابقا في المكتب الاتحادي لحماية الدستور الألماني (جهاز الأمن الداخلي الألماني)، ينحدر من أصول عراقية، قام بجمع معلومات عن شوستر وأرسلها إلى إيران.
وتوترت العلاقات الألمانية والإيرانية في الأسابيع الأخيرة عقب إصدار حكم الإعدام ضد المواطن الإيراني- الألماني جمشيد شارمهد، وقد تم إخراج بعض دبلوماسيي البلدين بسبب هذه التوترات.
كما أدانت برلين في الأشهر الأخيرة القمع العنيف للاحتجاجات الشعبية في إيران، وكانت ألمانيا من بين الدول التي تطرقت إلى هذا القمع خلال اجتماع حقوق الإنسان بالأمم المتحدة.