اعتبر الفيزيائي الأميركي والمفتش السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ديفيد أولبرايت، تفسيرات السلطات الإيرانية حول الإنتاج بـ"الصدفة" لجزيئات اليورانيوم بنسبة نقاء 84% بأنها تفسيرات "مضللة"، وقال إنهم ربما أجروا تجارب لإنتاج اليورانيوم بنسبة نقاء 90%.
وأضاف أولبرايت في مقابلة مع مجلة "دي فيلت" الألمانية: "إيضاحات الإيرانيين حول العثور على جزيئات يورانيوم مخصبة بنسبة 84% مضللة للغاية".
وأكد أنه في حال أخذ عينات من حول أجهزة الطرد المركزي، فإن الحجم الذي تم العثور عليه يعتبر حجما ضئيلا للغاية، ولا يمكن أن يكون أساسا للشفافية.
وتأتي تصريحات المفتش السابق، بعدما أعلن المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي، أمس الإثنين، في تقرير إلى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، عن بدء المحادثات الفنية للوكالة الدولية مع المسؤولين الإيرانيين لتوضيح مسألة اكتشاف جزيئات اليورانيوم بمستوى تخصيب أعلى بكثير مما أعلنته إيران.
كما قال أولبرايت، الذي يشغل حاليا منصب مدير معهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن: "إلى ذلك، فمن الصعب تخيل أن التخصيب بنسبة 60% سيؤدي دون قصد إلى 83.4%. مثل هذا التضليل غير طبيعي للغاية."
وأضاف: "يبدو أن الإيرانيين اتخذوا إجراءات لتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 90٪ بل وأكثر إذا لزم الأمر".
وكانت وسائل إعلام دولية قد كشفت سابقًا أن مفتشي الوكالة عثروا على جزيئات اليورانيوم المخصب بنسبة 84% في موقع "فوردو".
ونفت إيران تخصيب اليورانيوم بهذا المستوى، وانتقدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية لفضح هذه القضية.
وقال أولبرايت إن تصميمات الرؤوس الحربية النووية التي أنتجتها إيران قبل عام 2003 والتي حصلت عليها إسرائيل في عملية سرية في عام 2018، كانت مصممة لتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 90%.
وتابع المفتش السابق في الوكالة الدولية للطاقة الذرية: "على هذا الأساس، يمكن استخدام اليورانيوم المخصب بنسبة تزيد عن 80%، بشكل معقول في تفجير نووي، وقد تجاوزت إيران سابقا هذا الحد في اختباراتها".
وكتبت مجلة "دي فيلت" الألمانية أن "التخصيب بنسبة 90% يعني الحرب" و"إذا وصلت إيران إلى هذا المستوى من التخصيب، فإن الدول الأخرى العضوة في الاتفاق النووي بإمكانها الإعلان عن عودة جميع عقوبات الأمم المتحدة على طهران، كما من المرجح أيضًا أن تشن إسرائيل ضربات جوية ضد المنشآت النووية الإيرانية".
يذكر أن النظام الإيراني قد كثف، في السنوات الأخيرة، من أنشطته في تخصيب اليورانيوم، وذلك من خلال انتهاك التزاماته بموجب الاتفاق النووي، وفي الوقت ذاته، قلل من رقابة الوكالة على أنشطته النووية.
وسبق أن أكد كمال خرازي، رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في إيران ومستشار المرشد علي خامنئي، في مقابلة إعلامية، أكد على أن بلاده لديها القدرات التقنية لصنع قنبلة نووية، لكنها لا تنوي القيام بذلك.