أعربت أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا عن قلقها البالغ بشأن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية المقدم إلى مجلس المحافظين حول قيام إيران بتخصيب يورانيوم بنسبة 84 %، وطالبت طهران بمنح الوكالة كافة سبل الوصول اللازمة للمراقبة والتحقق.
في الوقت نفسه، لم تصدر الولايات المتحدة وثلاث دول أوروبية قرارًا يدين إيران، لكنها أكدت أنها قد تفعل ذلك في اجتماعات مقبلة.
وبعد أن قدم رافائيل غروسي، المدير العام لوكالة الطاقة الذرية، تقرير الضمانات إلى مجلس المحافظين، دعت الولايات المتحدة، في بيان، إلى التعاون الكامل والفوري للنظام الإيراني مع مفتشي الوكالة وشددت على أن إيران يجب أن تقدم جميع الوثائق والمعلومات والأجوبة التي يريدها المفتشون، خاصة في ثلاث منشآت نووية غير معلنة.
وأكدت لورا هولغيت، سفيرة الولايات المتحدة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في بيان لها، أن إيران تغذي عزلتها بمثل هذه الإجراءات، قائلة: يجب على إيران إيقاف أعمالها النووية الاستفزازية وغيرها من الأعمال التي تشكل خطرا جسيما بسبب انتشار الأسلحة النووية.
كما أشار أحد المتحدثين باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض إلى تقرير مدير عام الوكالة إلى مجلس المحافظين بشأن إيران، وقال إن واشنطن على اتصال مع حلفائها وشركائها الإقليميين في هذا الشأن.
في غضون ذلك، أكد السيناتور الجمهوري الأميركي، رون جونسون، في مقابلة مع "إيران إنترناشيونال"، أن جو بايدن "ربما" لا يستطيع فعل أي شيء لمنع إيران من التحرك نحو الأسلحة النووية، قائلاً: "الاتفاق مع إيران يجب أن يكون خطوتنا الأخيرة، حيث سيضخ عشرات المليارات من الدولارات في قواتهم العسكرية".
كما أعلنت بريطانيا وألمانيا وفرنسا، في بيان مشترك باجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أنهم ما زالوا غير مقتنعين بتفسير النظام الإيراني بأن التخصيب بنسبة 84 % كان عرضيًا، وطالبوا إيران بالتعاون الكامل مع الوكالة في هذا الصدد وتقديم تفسيرات تقنية صحيحة.
وشدد البيان المشترك للدول الثلاث على أن التخصيب بنسبة 84 % بعد استمرار تكديس اليورانيوم المخصب بنسبة 60 % ليس له أي مبرر مدني، ويقوض حجة إيران بأن برنامجها النووي له أغراض سلمية فقط.
هذا وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، في وقت سابق، نقلاً عن العديد من الدبلوماسيين الغربيين، أنه في حين أن الأوروبيين يؤيدون إصدار بيان نقدي ضد إيران في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ردًا على تخصيب اليورانيوم بنسبة 84 %، إلا أن الولايات المتحدة ليست على استعداد للقيام بذلك.
في غضون ذلك، وفقًا لتقرير مراسل "إيران إنترناشيونال" في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن هذه المنظمة تسعى للوصول إلى المشغلين الذين كانوا حاضرين خلال التخصيب بنسبة 84 % وتعتقد أن إجاباتهم أكثر إفادة من تصريحات رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية.
من جانبه، أعلن رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوم السبت، في مؤتمر صحفي عقب زيارته لإيران، أنه اتفق مع السلطات الإيرانية على الوصول إلى مزيد من المعلومات وتبادلها، وإرسال فريق إلى هناك، واستئناف تشغيل معدات المراقبة، وزيادة عمليات التفتيش في موقع فوردو بنسبة 50%.
وكتبت وكالة "رويترز" للأنباء أنها اطلعت على تقرير من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوضح أن إيران أكدت على مستوى عالٍ استعدادها للتعاون مع الوكالة لحل القضايا العالقة وستشارك قريبا في المناقشات التقنية لمتابعتها.