تلقت "إيران إنترناشيونال" وثائق حول الهبوط الأرضي في مناطق مختلفة من إيران، تظهر أن نظام طهران يتعمد التستر على معلومات في هذا الخصوص عن الشعب رغم بلوغ الانهيار الأرضي "حالة حرجة" في البلاد.
يشار إلى أن إحدى الوثائق المذكورة هي عبارة عن رسالة بختم "سري للغاية" بعث بها المشرف على منظمة الخرائط الإيرانية، علي جاويدانه، إلى وزير الزراعة الإيراني بتاريخ 23 يناير (كانون الثاني) الماضي.
وجاء في هذه الرسالة المعنونة بـ"الإعلان عن تغييرات في معدل ومساحة الهبوط الأرضي في مدينة طهران والمناطق المحيطة بها"، أن 550 كيلومترًا مربعًا من مساحة طهران والمناطق المحيطة بها معرضة للهبوط الأرضي.
وبحسب الرسالة، فإن مناطق طهران، وجهاردانكه، وصباشهر، ونسيم شهر، وإسلامشهر، وكلستان، وشاهد شهر، وفردوسية، وحيدية، وشهريار، وملارد، بمحافظة طهران، وكذلك ماهدشت بمحافظة ألبرز، شمالي إيران، هي مناطق يحدث فيها هبوط أرضي.
وذكرت الرسالة أن الحد الأقصى لمعدل الهبوط في هذه المناطق وصل إلى 13 سنتيمترا بين عامي 2020 و2021.
وأكدت الوثيقة السرية أن أجزاء من البنى التحتية الحيوية تقع في النطاق المعرض للهبوط الأرضي.
وكتب جاويدانه: "لسوء الحظ، يمر جزء من طريق العبور وخط نقل الطاقة وجزء من خط السكك الحديدية، عبر المنطقة المعرضة للهبوط الأرضي".
ويعتقد الخبراء أن أسباب الهبوط الأرضي: الجفاف الدائم واستنزاف المياه الجوفية، إلى جانب فقدان الإدارة الصحيحة والمسؤولة.
وكشفت الخرائط والرسوم البيانية التي وصلت إلى "إيران إنترناشيونال" عن النتائج والخسائر المترتبة على هذه الظاهرة في جميع أنحاء إيران، أهمها كسر جدران الآبار، والأضرار التي لحقت بالمنشآت الحضرية، والإضرار بخطوط الاتصال والكهرباء.
وبحسب إحدى الوثائق، وهي خريطة لتقرير الهبوط الأرضي في يونيو (حزيران) 2022، فإن 380 مدينة و9200 قرية في جميع أنحاء إيران معرضة لخطر الهبوط الأرضي. علما أن هذا التقرير غير متاح للشعب.
كما تظهر الخريطة أن جميع محافظات إيران تقريبا، من أذربيجان الشرقية شمال غربي إيران، إلى جنوب غرب، ومن آمل في الشمال إلى كوهر شهر في بلوشستان، جنوب شرقي البلاد، معرضة للهبوط الأرضي.
ويتضمن التقرير جدولا لأقصى هبوط أرضي حدث في 150 منطقة من 27 محافظة إيرانية، وقد جاءت مدن من محافظة كرمان، جنوب شرقي إيران في المراتب الأولى إلى الثالثة من هذا الجدول.
وسجلت مدينة بهرمان في محافظة كرمان أعلى معدل هبوط في إيران بمقدار 42 سم سنويًا، وإذا لم يتم التحكم في هذه الظاهرة، فقد يصل الهبوط في هذه المدينة إلى مترين في السنوات الخمس المقبلة وستتم إزالة هذه المنطقة تمامًا من الخريطة .
وبشكل عام، حدث في جنوب محافظة كرمان أسرع هبوط أرضي سنويا على مستوى إيران.
كما يظهر رسم بياني آخر المدن ذات أعلى معدل هبوط أرضي في محافظة خراسان الرضوية، شمال شرقي إيران، وجاء أن مدينة مشهد تمر بحالة حرجة للغاية في هذا الخصوص بين باقي مدن المحافظة، وقد سجلت هبوطا يصل إلى 22 سم سنويًا وجاء في صدارة قائمة مدن المحافظة من حيث تسجيل أسوأ حالة من الهبوط الأرضي، تلتها مدن نقال ورباط سنك وكاشمر.
ويظهر جدول آخر أن المناجم الإيرانية معرضة لخطر الهبوط الأرضي أيضا. على سبيل المثال، تصل سرعة الهبوط الأرضي في منطقة منجم طبس في يزد، وسط إيران إلى 7.5 سم في السنة، بينما يصل معدل الهبوط الأرضي في منجم كل كهر في كرمان إلى 12 سم سنويا، ولهذا السبب فإن عمال هذين المنجمين معرضون لخطر جسيم يهدد حياتهم.
وبحسب تصريحات المسؤولين الرسميين في إيران، فإن 49 في المائة من سكان البلاد، أي 39 مليون شخص، معرضون لخطر الهبوط الأرضي.
كما يقدر إجمالي عدد الوحدات السكنية الخالية من الهياكل الخرسانية والحديدة والتي تقع في مناطق الهبوط الأرضي، بناءً على إحصاءات عام 2015، تصل إلى نحو 4 ملايين و240 ألف وحدة.
وتضم محافظات طهران وخراسان الرضوية وأصفهان أعلى نسبة من السكان المعرضين لخطر الهبوط الأرضي، وتشير التقديرات إلى أن حالة مدينة أصفهان أكثر خطورة، مقارنة بالمدن الأخرى في البلاد.
وتظهر الوثائق التي حصلت عليها "إيران إنترناشيونال" أن سلطات النظام الإيراني لديها خريطة شاملة للأماكن المعرضة لخطر الهبوط الأرضي، ولكن من غير الواضح سبب تستر السلطات على هذه الخرائط التي ترتبط ارتباطًا مباشرًا بأرواح الشعب وممتلكاتهم.