أظهرت مقاطع الفيديو المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي استمرار حالات التسمم بالغاز السام في مختلف المدارس الإيرانية لا سيما مدارس الطالبات.
وبحسب هذه المقاطع، فقد تسمم عدد من الطالبات في مدارس "بنت الهدى" و"معراج" للبنات في سقز بمحافظة كردستان، غربي إيران، اليوم الاثنين وتم نقلهن إلى المراكز الطبية.
كما وردت مقاطع أخرى، اليوم الاثنين، تظهر عددا من الطالبات في مدرسة "مجتبى جعفري" للبنات في كرمانشاه، غربي البلاد، يعانين من أعراض التسمم.
وفي العاصمة طهران، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر هجوما بالغازات السامة يطال مدرسة "عفاف" للبنات بالمنطقة 2، اليوم الاثنين، بالعاصمة طهران.
يشار إلى أن الموجة الثانية من حالات التسمم بدأت بعد عطلة رأس السنة الإيرانية (بدأت يوم 21 مارس/آذار الماضي) ولا تزال مستمرة.
وكانت الموجة الأولى من حالات التسمم قد بدأت في الخريف الماضي وقد نفت السلطات الرسمية تقارير في هذا الخصوص لمدة أسابيع.
وعلى الرغم من أن المرشد الإيراني، علي خامنئي قد أكد في مارس الماضي أنه لو ثبت تعمد هذه الأحداث فيجب إدانة المتورطين والمسببين بأشد العقوبات بسبب ارتكابهم "جريمة لا تغتفر"، ولكن لم تتم محاكمة أحد في هذا الخصوص حتى الآن.
وبعد مرور أشهر على هذه الأحداث، لا تزال السلطات والأجهزة الإيرانية تدلي بتصريحات متناقضة حول أحداث التسمم.
فقد زعمت وزارة الاستخبارات الإيرانية، خلال بيان نشرته يوم الجمعة الماضي حول النتيجة "النهائية" لتحقيقاتها حول أحداث التسمم، زعمت أن "تمارض" الطالبات و"الخوف الجماعي" أهم أسباب انتشار حالات التسمم المتسلسلة في المدارس الإيرانية.
وأشار بيان وزارة الاستخبارات إلى أسباب مثل: "قنابل الرائحة الكريهة"، و"العبوات المسيلة للدموع، وغاز الفلفل"، و"وجود أهداف معادية للأمن"، و"الخوف الجماعي"، باعتبارها الأسباب التي أدت إلى الهجوم بالغاز السام على أكثر من 400 مدرسة في جميع أنحاء البلاد.
وسبق أن تكهنت وسائل الإعلام والمصادر داخل إيران بأن أحداث التسمم هذه هي عمل "منظم" من قبل الإسلاميين المتطرفين لإبقاء الفتيات في المنزل، مثلما يحدث مع عودة طالبان للسلطة في أفغانستان.