وفقًا للتقارير التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، تم استدعاء ما لا يقل عن 50 ناشطًا عماليًا في محافظات طهران، وكردستان، وجيلان بالتزامن مع عيد العمال العالمي. في غضون ذلك، نشرت بعض الشخصيات والمنظمات بيانات تدين القمع والظروف القاسية التي يفرضها النظام الإيراني على العمال.
وعشيّة يوم الإثنين الأول من أيار (مايو)، يوم العمال العالمي، زاد النظام الإيراني من ضغوطه على المعلمين والنشطاء النقابيين العماليين.
وبحسب التقارير التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، فقد أكد عناصر الأمن في اتصال هاتفي مع النشطاء العماليين أنه لا يُسمح لهم بحضور التجمعات المحتملة في يوم العمال العالمي.
وأعلن الاتحاد الحر لعمال إيران أن دائرة المخابرات استدعت، الأحد، مظفر صالح نيا، وشريف ساعد بناه، أعضاء مجلس إدارة هذه النقابة، وتعرضوا للتهديد والاستجواب.
بالإضافة إلى هذين الشخصين، وبحسب منظمة "هنغاو" لحقوق الإنسان، فقد استدعت الجهات الأمنية الناشطين العماليين في سنندج: توفيق محمودي، ورامين كريمي، وهاجر سعيدي، وسوزان رزاني، وكامران ساختمانكر، ورضا أمجدي، وحبيب الله كريمي، وريبوار عبد اللهي.
تأتي هذه الاستدعاءات في الوقت الذي انتشرت فيه دعوات لعقد تجمع في الساعة 19:00 يوم الإثنين للاحتفال بعيد العمال العالمي.
هذا ودعا اتحاد كتاب إيران في بيان إلى الإفراج غير المشروط عن جميع النشطاء العماليين، بمن فيهم كيوان مهتدي، عضو اتحاد الكتاب الإيرانيين، والسجناء السياسيين والعقائديين الآخرين.
وقال حامد إسماعيليون، أحد الشخصيات المعارضة للنظام الإيراني، في تغريدة بمناسبة عيد العمال العالمي: "كلمة عامل تشمل دائرة واسعة من الأشخاص الذين يتقاضون أجورا مقابل عملهم، بمن فيهم المعلمون والممرضون والموظفون والعديد من الوظائف الأخرى".
وكتب إسماعيل عبدي، المعلم المسجون في سجن كجويي في رسالة بمناسبة اليوم الوطني للمعلم وعيد العمال العالمي: "مواطنو هذا البلد يطالبون فقط بمطالبهم الطبيعية والقانونية، ولا يحق معاقبة طالب الحق بالقمع".
وأضاف عبدي: "الأحكام القضائية والقمع لن يمنعا الناس من المطالبة بحقوقهم، وتجاهل المطالب المعيشية، ومبدأ الحرية في مختلف الجوانب وتجاهل الشعب الإيراني، بالإضافة إلى أن ذلك لن يؤدي إلى تراجع النشطاء، بل سيؤدي إلى اضطرابات اجتماعية وتمرد شعبي".
كما نشر مجلس المتقاعدين في إيران بيانًا بمناسبة يوم العمال العالمي وكتب: "إن الهيمنة الاقتصادية والاجتماعية لهذا النظام الحاكم أثرت على جميع البشر ليس فقط من خلال خلق ظروف من الفقر والبؤس العام وقيود شديدة على سبل العيش، ولكن من خلال إهدار موارد الحياة البشرية وتدمير مرافق البيئة المعيشية لجميع الكائنات، ما جعل المصدر الرئيسي للحياة على هذا الكوكب عرضة للخطر بطريقة غير مسبوقة".
وأضاف هذا المجلس: "مع انتشار الإضرابات والاحتجاجات من قبل العمال والمدرسين والمتقاعدين والنساء لتغيير الأوضاع القائمة، أخذ المجتمع يخوض مواجهة قطبية لتحديد مصيره في خضم أكبر مداهمات للشرطة على كافة القطاعات الاجتماعية".
وجاء في بيان المجلس المركزي للجبهة الوطنية الإيرانية: "يأتي يوم العمال العالمي في وقت يتعرض فيه العمال الإيرانيون بشكل متزايد لضغوط اقتصادية قاسية ويواجهون أزمات معيشية شديدة".
وأضاف هذا المجلس: "لكن ليس الضغط الاقتصادي وحده الذي جعل حياة العمال الإيرانيين أكثر مرارة من السم. العمال الإيرانيون، مثلهم مثل طبقات وفئات المجتمع الإيراني الأخرى، لا يعانون من ضغوط اقتصادية فحسب، بل يعانون أيضًا من ضغوط سياسية واجتماعية مضاعفة".
ووفقا لبيان المجلس المركزي للجبهة الوطنية الإيرانية: "العمال الإيرانيون محرومون من الحق في تكوين نقابات عمالية مستقلة، خلافا لسياسات منظمة العمل الدولية، كما يتم التعامل أمنيا مع أي احتجاج نقابي ومعيشي لهم. بالإضافة إلى ذلك، يُجبر جزء كبير من العمال على الموافقة على عقود عمل قصيرة الأجل مع أدنى مستوى من الأمن الوظيفي من خلال وضعهم خارج نطاق قانون العمل بطرق قانونية على ما يبدو أو بشكل غير قانوني تمامًا".
وطالبت مجموعة من السياسيين والنقابيين الدستوريين في بيان بمناسبة يوم العمال العالمي ويوم المعلم، بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين.
وبحسب موقع حقوق الإنسان في إيران، أعرب الموقعون على هذا البيان عن دعمهم لـ رضا بهلوي، قائلين: "لقد توصلنا إلى الاعتقاد بأن السبيل الوحيد لإنقاذ العمال هو الانتقال الكامل من نظام الجمهورية الإسلامية الإجرامي أو الخلافة الإسلامية والعودة إلى الدستورية".
وفي الوقت الذي أضرب فيه عمال العشرات من شركات المقاولات في مختلف الصناعات الإيرانية، دعمت 15 منظمة عمالية ونقابية ومدنية هذه الإضرابات عشية يوم العمال العالمي ويوم المعلم في إيران.