قال رجل الدين السني ذو النفوذ الكبير في إيران، مولوي عبد الحميد، في لقاء مع رجال الدين بمناسبة "يوم العمال العالمي"، إن احتجاج العمال الإيرانيين سببه الجوع، مؤكدا: "عمال البلاد عاجزون عن توفير الخبز".
وأضاف عبد الحميد: "وضع المواطنين سيئ .. إذا كان حل مشاكل الشعب بالاعتقال والاحتجاز فاعتقلونا واسجنونا جميعًا. وإذا كان حل مشكلة الشعب باعتقال المتظاهرين والسياسيين، فأطالب السياسيين بتسليم أنفسهم إلى السجن لحل مشكلة الشعب".
وأكد مولوي عبد الحميد: "الحقيقة أن مشاكل الناس لا تحل بالحبس والقمع".
وقال مخاطبًا النظام: "أنتم أيضًا تعارضون الاستفتاء لأنكم تعرفون نتيجته، لذا اجلسوا واستمعوا إلى المواطنين. أصلحوا أنفسكم، لأن الأساس هو الشعب، وهو الذي أتى بهؤلاء المسؤولين للسلطة، لقد تحقق التضامن بين الناس".
كما اعتبر مولوي عبد الحميد، في الأيام الماضية، انتشار الاحتجاجات والإضرابات العمالية نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد وفراغ طاولات عامة الناس، وخاصة العمال.
يذكر أنه منذ انتهاء عطلة نوروز هذا العام، ومع تدهور المؤشرات الاقتصادية، وزيادة التضخم والأسعار، واستمرار انخفاض قيمة العملة، ازدادت الإضرابات والاحتجاجات من قبل العمال والمتقاعدين.
وقد اتسعت سلسلة الإضرابات، خاصة في صناعات النفط والغاز والنحاس وورش العمل في المحافظات الجنوبية، والجنوبية الغربية، منذ الأسبوع الماضي، لتشمل إحدى عشرة محافظة، وقد أكد العمال في بياناتهم أن النظام لم يعد قابلاً للإصلاح.
ويأتي اشتداد الأزمة الاقتصادية وتفاقم مؤشرات بؤس العمال والفئات الضعيفة للغاية من المجتمع في حين أطلق المرشد الإيراني على العام الشمسي الجديد اسم عام "السيطرة على التضخم".
وفي لقاء مع مجموعة مختارة من "العمال" هذا الأسبوع، زعم علي خامنئي أن احتجاجاتهم "مساعدة للحكومة" و"تنبيه للنظام"، لكنه زعم أيضا أن العمال "أصدقاء ورفاق" لنظامه.
يذكر أنه في إقليم بلوشستان، أدى عنف النظام في التعامل مع المحتجين، خلال الأشهر الثمانية الماضية، إلى مقتل ما لا يقل عن مائة وخمسين شخصًا وإصابة عدد كبير من الشباب، وهذا الإقليم يسجل أعلى معدل للبطالة والفقر.
وتضم كردستان، التي كانت مركز الاحتجاجات في الأشهر الأخيرة، أكبر عدد من العاطلين عن العمل بعد بلوشستان.
ومع ذلك، استدعى النظام عشية "عيد العمال العالمي"، عددًا كبيرًا من النشطاء العماليين