اعتمد أعضاء البرلمان السويدي قرارا يلزم حكومة السويد بتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية في إطار قرارات الاتحاد الأوروبي. وصوتت الأحزاب الثمانية في البرلمان السويدي لصالح القرار.
كانت لجنة السياسة الخارجية في البرلمان السويدي هي من قدمت القرار المذكور، الذي تم اعتماده اليوم الأربعاء 10 مايو (أيار) بأغلبية ساحقة.
ويأتي اعتماد القرار بتصنيف الحرس الثوري الإيراني "منظمة إرهابية"، بعدما علق العديد من البرلمانيين في السويد خلال الأشهر الأخيرة على تطورات إيران وأعلنوا عن دعمهم للاحتجاجات الشعبية.
واعتمد البرلمان الأوروبي، في يناير (كانون الثاني) الماضي، قرارا يطالب الاتحاد الأوروبي بإدراج اسم الحرس الثوري الإيراني في قائمة الجماعات الإرهابية.
وأعلن البرلمان الأوروبي أن سبب هذا الطلب هو قمع الاحتجاجات على مستوى البلاد في إيران، وكذلك إرسال طائرات مسيرة إلى روسيا لاستخدامها في حرب أوكرانيا.
وجاء في المادة الـ11 من القرار أن البرلمان الأوروبي يطالب مجلس الاتحاد الأوربي والدول الأعضاء في الاتحاد بإدراج الحرس الثوري الإيراني والميليشيات التابعة لها بمن فيهم الباسيج وفيلق القدس، على قائمة المنظمات الإرهابية في الاتحاد الأوروبي، ومنع أي نشاط اقتصادي ومالي مع هذه المؤسسة الإيرانية.
في الوقت نفسه، طلبت السلطات الألمانية من خبراء أوروبيين التحقيق في إمكانية إعلان الحرس الثوري الإيراني جماعة إرهابية بسبب تورطه في تفجيرات أبراج الخبر بالسعودية في 25 يونيو (حزيران) عام 1996.
وقال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان: "قلنا مرارا إن الحرس الثوري منظمة رسمية مستقلة دورها الرئيسي ضمان أمن إيران. إجراءات البرلمان الأوروبي لإدراج هذه المنظمة على قائمة الإرهاب يعتبر إطلاق النار على النفس".
وعلى الرغم من مطالب الإيرانيين المتكررة والمسيرات الضخمة التي نظموها في أوروبا، لكن الاتحاد الأوروبي لم يصنف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية.
وسبق أن صنفت الخارجية الأميركية، في ولاية دونالد ترامب، الحرس الثوري منظمة إرهابية، في قرار لا يزال ساريا في فترة الرئيس الحالي، جو بايدن.
كما يأتي قرار البرلمان السويدي اليوم بعد فرضت الحكومة السويدية، في إطار قرارات الاتحاد الأوروبي، عقوبات على النظام الإيراني بسبب قمعه الانتفاضة الشعبية للإيرانيين عقب مقتل الشابة مهسا أميني في مركز شرطة الأخلاق في سبتمبر (أيلول) الماضي.
وأدى إعدام إيران للمعارض الأهوازي، حبيب أسيود، مؤخرا إلى تأجيج حدة التوترات بين البلدين، بحيث استدعت الخارجية السويدية القائم بأعمال السفارة الإيرانية احتجاجا على إعدام هذا المواطن مزدوج الجنسية.
وكتب وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم، الذي تتولى بلاده حاليا رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي، على "تويتر": "عقوبة الإعدام هي عقوبة غير إنسانية وغير قابلة للعودة، والسويد مع بقية دول الاتحاد الأوروبي تدين تطبيقها في كل الظروف".