أشار الرئيس الإيراني الأسبق، محمد خاتمي، في كلمة ألقاها، إلى المشاكل السياسية والاقتصادية في البلاد، مطالبا السلطات المتشددة الحاكمة في بعدم "الإطاحة بالنظام" وإجراء إصلاحات في أسلوب الحكم.
وقال خاتمي في لقاء مع عدد من المعلمين والتربويين: "لقد قلت، من قبل، إن الإطاحة بالنظام ليست ممكنة ولا مرغوب فيها، ولكن ما يحدث الآن هو الإطاحة بالنظام، ورسالة الإصلاحيين هي أن لا تطيحوا بأنفسكم، ونفذوا الإصلاحات حتى يرضى عنكم المجتمع ويتم توفير الأساس للتقدم".
وبحسب موقع "جماران"، انتقد خاتمي طريقة إجراء الانتخابات في إيران، وقال إن الظروف مناسبة فقط لـ "ذوق (تيار) معين" و"يحرم باقي المجتمع من فرصة الانتخاب، برقابة غير ضرورية".
كما أدلى الرئيس الإيراني الأسبق في 25 أبريل (نيسان) بتصريحات مماثلة، وقال في إشارة إلى شعار "المرأة، الحياة، الحرية"، "أعتقد أننا إذا أردنا الحياة، فلا توجد حياة في الإطاحة بالنظام"، لأنه حسب قوله، "في تلك الحالة لن تكون إيران بحالة جيدة، وسيؤدي ذلك إلى فوضى واضطرابات شديدة".
وقال خاتمي بعد شهرين من الاحتجاجات الشعبية في إيران، والتي تركزت على الشعارات المتعلقة بالإطاحة بنظام الجمهورية الإسلامية، إنه في رأيه، "الإطاحة بنظام الحكم ليست ممكنة ولا مرغوب فيها".
وجاءت مطالبة الرئيس الإيراني السابق بإجراء إصلاحات في الأشهر الأخيرة، بينما رفض المتظاهرون، في شعاراتهم خلال الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها البلاد، التيارات الإصلاحية والأصولية، واستهدفوا علي خامنئي، مطالبين بإسقاط نظام الجمهورية الإسلامية.
يذكر أن خاتمي، الذي كان هو نفسه في أعلى منصب تنفيذي في البلاد لمدة ثماني سنوات، تعرض دائمًا للانتقاد لأنه لم يبذل جهدًا كافيًا للإصلاحات، وساعد بطريقة ما في ترسيخ قواعد سلطة النظام الإيراني وجهاز القمع فيه.
وقال الرئيس الإيراني الأسبق في كلمته، الأربعاء، دون أن يذكر الاحتجاجات الواسعة للنساء ضد الحجاب الإجباري في شوارع إيران: "تسود بعض أشكال التمييز والظلم في ثقافتنا".
وأوضح أنه إذا لم يستطع المجتمع التعددي الإيراني أن يتقدم ويرفع من نفسه "فهذا يعني أن الثورة قد انحرفت عن مسارها".
وكانت بعض الشخصيات المقربة من الإصلاحيين، ومنهم مير حسين موسوي، أحد قادة الحركة الخضراء، ومولوي عبد الحميد، خطيب جمعة أهل السنة في زاهدان، قد دعوا في الأشهر الأخيرة، إلى إجراء استفتاء لتحديد نظام سياسي جديد في إيران.
وعلى الرغم من ذلك، فمنذ بداية الاحتجاجات الأخيرة، رفض محمد خاتمي دائمًا الإطاحة بنظام الجمهورية الإسلامية وادعى أنه "من حيث ميزان القوى والقدرات، لا يمكن الإطاحة بالنظام".