قبل يوم من الموعد النهائي الذي حددته إيران لإخلاء مقرات الأحزاب الكردية الإيرانية في إقليم كردستان العراق، وفي الوقت الذي يواصل فيه المسؤولون الإيرانيون تهديداتهم في هذا الصدد، وصل مستشار الأمن القومي العراقي إلى أربيل، لمراجعة الاتفاق الأمني بين طهران وبغداد.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "إيران إنترناشيونال"، فقد وصل مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، إلى أربيل، مركز إقليم كردستان العراق، برفقة وفد أمني عسكري رفيع المستوى، لمراجعة اتفاقية طهران-بغداد الأمنية.
وقد هددت إيران عدة مرات من قبل بأنه إذا لم يتم "نزع سلاح" قوات الأحزاب الكردية الإيرانية ونقلها من المناطق القريبة من حدود إيران، فإنها ستهاجم الأحزاب الكردية في إقليم كردستان العراق.
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم وزارة خارجية إيران، ناصر كنعاني، بشأن الاتفاق مع العراق لإخلاء مقرات الأحزاب الكردية الإيرانية في إقليم كوردستان، إن "المهلة النهائية لتنفيذ هذا الاتفاق ستنتهي غداً". وسنقوم بمراجعة عملية تنفيذ هذا الاتفاق بعد الموعد النهائي للتأكد من أن العراق قد أوفى بالتزاماته بالكامل في هذا الصدد.
وقد وقعت طهران وبغداد اتفاقية بمهلة 6 أشهر في بغداد يوم 19 مارس (آذار) 2023 في حفل حضره رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.
وفي الأيام الماضية، ومع اقتراب الموعد النهائي المنصوص عليه في هذا الاتفاق، وهو 19 سبتمبر (أيلول) الحالي، هدد عدد من المسؤولين في إيران بالتدخل ومهاجمة مقرات هذه الأحزاب في العراق.
وفي هذا السياق، سافر وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، إلى طهران يوم 13 سبتمبر (أيلول) الحالي، وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإيراني، إن الأحزاب الكردية المتمركزة في إقليم كردستان سيتم نقلها إلى "مخيم" للاجئين تحت إشراف الأمم المتحدة.
وفي الوقت نفسه، أكد فؤاد حسين أن "أدبيات التهديد بالقصف والهجوم العسكري" لا ينبغي أن تستخدم لحل القضايا بين البلدين. وأضاف: "نحتاج إلى ضمانة من إيران بأنها لن تستخدم لغة الهجوم والعنف".
وبعد 4 أيام من هذا اللقاء، أعلنت قناة "العربية" استكمال نقل الجماعات الكردية المعارضة للنظام الإيراني من المناطق القريبة من الحدود الإيرانية في إقليم كردستان العراق.
وأفادت وكالة "تسنيم" للأنباء التابعة للحرس الثوري الإيراني، صباح الأربعاء الماضي، وبالتزامن مع زيارة فؤاد حسين إلى طهران، بأن القوات البرية للحرس الثوري الإيراني تنقل معدات مدرعة وطائرات مسيرة وصواريخ إلى الحدود الشمالية الغربية.
ويأتي تهديد إيران بالغزو المباشر للعراق في حين أن الحرس الثوري استهدف عدة مرات العام الماضي مقرات الجماعات الكردية الإيرانية في إقليم كردستان بهجماته الصاروخية وطائراته المسيرة.
ونتيجة لهجمات الحرس الثوري الإيراني العام الماضي على الأراضي العراقية، والتي تضمنت هجومًا على مدرسة، قُتل وجُرح العشرات من المدنيين، بينهم نساء وأطفال.
وقد أدان المجتمع الدولي، وخاصة الدول الغربية، مرارا وتكرارا، هجمات الحرس الثوري الإيراني على أراضي إقليم كردستان العراق.