وجه كتاب وخبراء وشخصيات إيرانية بارزة انتقادات حادة لحكومة الرئيس مسعود بزشكيان، بسبب ما اعتبروه عجزا في مواجهة المتشددين وضعفا في الأداء لمواجهة المشكلات الحادة التي تعاني منها إيران على مختلف الأصعدة.
وقال المحلل الإصلاحي عباس عبدي إن قضايا مثل تنفيذ قانون الحجاب الجديد والرقابة على الإنترنت، تسلط الضوء على مقاومة المتشددين لجهود بزشکیان لتقريب الهوة بين الشعب والحكومة.
وانتقد عبدي الرئيس بزشكيان، محملاً إياه المسؤولية الشخصية عن استمرار الرقابة على وسائل التواصل الاجتماعي في إيران.
فيما قال علي رجبئي، وهو شخصية معتدلة ضمن المؤسسة السياسية الإسلامية في إيران، في مقابلة مع موقع "خبر أونلاين" في طهران، إنه لم يتم إحراز تقدم كبير في العلاقات الخارجية لإيران أو في السياسات الثقافية والاقتصادية للحكومة منذ تولي پزشکیان منصبه قبل 4 أشهر.
ومع ذلك، شدد علي رجبئي على أنه يجب على جميع الإيرانيين العمل معًا لتعزيز الحكومة، ومساعدتها في الحفاظ على رأس المال الاجتماعي.
وأضاف رجبئي: "يقيس الناس نجاح الحكومة من خلال رؤية كيفية معالجتها لمشكلات مثل قانون الحجاب ومراقبة الإنترنت. وفي الوقت نفسه، لا يسمح المعارضون للحكومة بحل هذه المشكلات"، مضيفًا أن "الرئيس لا يستطيع فعل الكثير بشأن المشكلات الأخرى إذا لم يستطع الوفاء بوعوده في رفع الرقابة ومنع فرض الحجاب".
كما صرح بأن الإيرانيين لا يرون أي تغيير في وضع معيشتهم، وأن الحكومة والبرلمان قد قاما بالقليل جدًا لتحسين الوضع.
وقال رجبئي إنه لا يرى أي آفاق مشرقة لمشكلة قانون الحجاب، حيث يبدو أن الرئيس يفتقر إلى القوة التفاوضية لإقناع المتشددين بالتراجع عن قانون تطبيق الحجاب الجديد.
في الوقت نفسه، نقل موقع "خبر أونلاين" عن نائب الرئيس محمد جعفر قایم بناه، قوله إن ما لا يقل عن 60 في المئة من الإيرانيين يعارضون القيود على الإنترنت، وينفقون مجتمعين قرابة 200 تريليون ريال (نحو 300 مليون دولار) سنويًا على الشبكات الخاصة الافتراضية (VPN) لتجاوز الحجب.
وأضاف قایم بناه في حديثه لصحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية أن جميع أعضاء مجلس الفضاء السيبراني الـ15 يعارضون رفع القيود.
ووفقًا للمعلق الإصلاحي عباس عبدي، فإن تصريحات نائب الرئيس تشير إلى أنه لا توجد حلول قصيرة الأجل لمشكلة الرقابة والحجب.
وأضاف عبدي أن "الرئيس بزشکیان وحكومته يجب أن يتحملا المسؤولية، وإذا كان هناك أفراد يمكنهم الاستمرار في فرض الرقابة خلافا للدعوات التي أطلقها الرئيس ومساعدوه لإلغائها، فهذا يعني أن الوعود الأخرى التي قطعها بزشکیان من غير المحتمل الوفاء بها".
وتابع: "إذا كانت حكومة مدعومة بتصويت الشعب لا تستطيع الوفاء بوعودها، فيجب عليها أن تفسح المجال وتسمح للمتشددين بتنفيذ سياساتهم".
وتساءل قائلاً: "ألم يدرك بزشکیان أنه لا يستطيع الوفاء بوعوده عندما قطعها؟ أعذارُه الآن غير مقبولة؟". مضيفا: "ليس كافيًا أن يعارض الرئيس ومساعدوه فقط حجب الإنترنت. فقد صوت الناس لهم على أمل أن يحققوا تغييرات حقيقية".
من جانبها، كتبت مَطَهرة شفيعي، الكاتبة الرئيسية في صحيفة "أرمان ملي"، أنه بناءً على تصريحات نائب الرئيس وسجل بزشکیان، فإن رفع الرقابة على الإنترنت سيصبح أمرًا صعبًا بشكل متزايد.
وفي الوقت نفسه، اقترح المعلق المتشدد عباس نليمي على السلطات التنفيذية والتشريعية تأجيل تطبيق قانون فرض الحجاب الجديد، حيث اعترف بالغموض في تطبيقه.
وأضاف أن المتشددين مثل أحمد علم الهدى، خطيب صلاة الجمعة في مشهد، الذين يطالبون بتطبيق القانون فورًا، يفعلون ذلك من داخل دائرة معزولة غير مرتبطة بالمجتمع الإيراني والمشاعر العامة.