في أول حديث لها بعد مغادرتها إيران، قالت مهسا قرباني، الحَكمة الدولية البارزة في كرة القدم الإيرانية، خلال مقابلة حصرية مع "إيران إنترناشيونال"، إنها قررت المغادرة خوفا على حياتها بعد تلقيها تهديدات بالقتل، ومضايقات من قبل الأجهزة الأمنية الإيرانية في الأشهر الأخيرة.
وتحدثت قرباني إلى إلهام يزديها، الصحافية في "إيران إنترناشيونال" عن أسباب مغادرتها إيران قائلةً: "استغرق الأمر وقتًا طويلًا حتى أتمكن من الخروج من تحت الضغط النفسي والهجوم الذي كان يطالني أنا وعائلتي. اعتبرت أن تلك المنصة (مقابلة أجرتها مع صحيفة "شرق") كانت مكانًا آمنًا للتحدث بحرية عن كل ما مررت به، ولكن كما توقعت، كان لهذا تصعيداته.
في اليوم التالي، اتصلوا بي من اتحاد كرة القدم، وأخبروني أن الأجهزة الأمنية قد تدخلت في المسألة، وأصروا على أنني يجب أن أذهب عدة مرات إلى إدارة الأمن في الاتحاد، وتواصلوا معي بشكل متكرر. علمت أن البرلمان قد استدعى مهدي تاج حولي وقرروا استبعادي".
وتابعت قرباني: "من خلال المكالمات التي تلقيتها والأخبار التي كان أصدقائي يرسلونها لي، شعرت بأنه لا يوجد أي أمان لي في إيران، لذا قررت مغادرة البلد حفاظًا على حياتي".
وتحدثت قرباني أيضًا عن حادثة استبعادها من التحكيم في مباراة الديربي 103 بين فريقي "استقلال" و"برسبوليس" قائلة: "قبل 10 أيام من المباراة، أعلنت وسائل الإعلام الرسمية أنني سأكون واحدة من حكام غرفة تقنية الفيديو (VAR) .
بعد 48 ساعة، تلقيت تأكيدًا من الفيفا بحضوري، وكل شيء كان جاهزًا، لكن بعد ثلاثة أيام، تلقيت اتصالات من اتحاد كرة القدم حول ما أرتديه في المباريات الدولية وفتحوا ملفًا جديدًا ضدي. قلت لهم: ما العلاقة بين هذا الموضوع ومباراة الديربي؟".
وأضافت: "بدأوا بمحاولة استدعائي لعدة أسباب مختلفة. بدأ الأمر عندما أخذوا هاتفي المحمول، وقالوا لي أن أترك حقيبتي خارج الغرفة. ثم أغلقوا هاتفي، ولم يكن معي أي شيء. دخلت الغرفة حيث كان هناك اثنان من ممثلي الأمن وبعض المسؤولين، حتى إنهم أغلقوا الباب".
وتابعت قرباني: "بدأوا في تحضير الأجواء للحديث، وقالوا لي إنه يجب علي إجراء مقابلة فيديو، وأقول إنني في حالة نفسية سيئة ولا أستطيع التحكيم في هذه المباراة. رفضت وقلت لهم لماذا عليّ أن أفعل هذا؟ قالوا لي إذا لم تقبلي، سنجبرك على ذلك نحن، من الأفضل أن تقومي بذلك بنفسك أو تكتبي شيئًا".
وأكدت قرباني أن هناك أشخاصًا مجهولين كانوا يضغطون عليها: "كانوا يأتون ويتحدثون معي ويقولون إنهم من الأجهزة الأمنية، لكنهم لم يذكروا أي أسماء أو هويات".
وأشارت قرباني إلى أن التحقيقات تصاعدت حين عرضوا عليها صورًا من مباريات دولية، وقالوا لها: "يجب أن تكتبي- وقالوا لي حرفيًا ماذا أكتب- أنك كنت عارية، وأنك لم ترغبي في ارتداء ملابس، وأنك أردت عرض جسدك. أخبرتهم أنه لم يكن هناك شيء من هذا القبيل، ولكنهم كانوا يصرخون ويضربون الطاولة، ويقولون لي إنه يجب أن تكتبي ذلك، لكنني تمسكت بموقفي".
وفي النهاية، تعرضت قرباني لتهديدات بالقتل، حيث قالت: "قالوا لي بشكل صريح: سنقتلك. قالوا لي إن أبسط طريقة للتخلص منك هي إزالتك من الوجود".